الرئيسية / شؤون دولية / في ذكرى وفاة الأسد الأب الـ13.. سوريون يتحررون من خوفهم
في ذكرى وفاة الأسد الأب الـ13.. سوريون يتحررون من خوفهم

في ذكرى وفاة الأسد الأب الـ13.. سوريون يتحررون من خوفهم

11 يونيو 2013 07:15 صباحا (يمن برس)
قبل 13 عاماً في مثل هذا اليوم 10 يونيو/حزيران، تحولت دمشق إلى مدينة خالية من البشر والسيارات، بعد لحظات من إعلان إذاعة دمشق خبر وفاة حافظ الأسد.

عاش السوريون 30 عاماً من الخوف الرهيب من مجرد التفكير باحتمال موت من دأبوا على تسميته "القائد الخالد"، حتى إن مؤيدي الأسد الحاليين لا يزالون يسمونه بنفس الاسم.

لا أدري ما نسبة الشعب التي صدقت وفاته يومها قبل 13 عاماً، ولكن الخبر كان صاعقاً ومفاجئاً، وكأننا نتحدث عن قيام الساعة.

امتلأ الفيسبوك السوري المعارض والمؤيد بذكريات يوم وفاة حافظ الأسد، وانقسمت الذكريات بين السخرية والفرحة والشماتة والشتيمة.

مات حافظ الأسد في مثل هذا اليوم "الأبيض" بالنسبة للمعارضين و"الأسود" بالنسبة للمؤيدين، وبقيت خفة دم السوريين هي الصبغة الأساسية، وكأنها تخترق الموت دائماً لتقول نحن لم نمت بعد.

كتب زهير. س: "في مثل هذا اليوم كنت بألمانيا وكانت فرحتي لا توصف فسألني جاري الألماني عن السبب فأخبرته بأن الرئيس مات فقال قبل أن ينهي مدته الرئاسية؟!!! قلت له هو مات، أما مدته الرئاسية فلا أعتقد أنها ستنتهي".

نكتة قديمة جديدة
يتداول السوريون نكتة تتكرر في كل عام كتبتها داليدا على صفحتها: "نكتة قديمة لكن تكرر تكريماً لذكرى رحيل للقائد: واحد اتصل بمقسم القرداحة يوم وفاة القائد وقال: الو مقسم الله يخليك عطيني القائد حافظ الأسد المقسم : القائد توفي، :له له له الله يرحمو، تاني يوم وتالت يوم نفس المكالمة ونفس السؤال ونفس الجواب، وباليوم الرابع: أخي القائد مات مات، توفى، ارتحم، ااا بتفهم أنت...، فقال المواطن المتصل: والله بفهم بس بشرفك في أحلى من هيك خبرية عند الصبح".

كتب "yossef Bazzi: " حزيران 2000 : رحل الديكتاتور وجاء "الدكتور".. والقتل مستمر".

وتتنوع الكلمات حتى إننا لا نستطيع أن نكتب الكثير من الجمل لأنها تحمل من الشتيمة ما لا يتحمله موضوع صحافي، ولكن ما يكفي ليعبر عن كمية كره السوريين للأسد.

كنت مخطوبة
Rima كانت في هذا اليوم تشتري فستانا لحفل خطوبتها، ورغم أنها كانت في منتهى السعادة فإنها عندما عادت للبيت وسمعت الخبر: "سمعت خبر الوفاة من محطة الأم بي سي. صرت أبكي إنو ما عاد تصير لي خطبة".

لم يعرف السوريون يومها ما الذي حدث، ومر بعض الوقت ليدركوا أن موت الأسد الأب ومجيء الأسد الابن كان عبارة عن توارث كوارث، فكتب ياسر: "قبل ثلاثة عشر سنة اعتبرت وكثير من السوريين، أن اختيار بشار الأسد خليفة لوالده كان صحيحاً. وأنه سيجنب البلد مشاكل لا مبرر لها. وصدقنا التطوير والتحديث وانتظرنا حدوثهما. والنتيجة كانت تدمير سوريا فعلاً لا مجازاً".

"ميسا الشام" لم تكن في دمشق ولا في سوريا، كانت في السعودية: "في مثل هذا اليوم كنت مقيمة بالسعودية، رفعت السماعة وقلتلها لامي يهنيكن، قالتلي على شو، قلتلها على خلاصكن من يلي مابيتسمى، ماشفت إلا السماعة انطبقت بوجهي، دقيت مرة تانيه لم أتلق رد وتالته ورابعه.

المهم بعد 5 أيام بعتتلي أمي رسالة شفهية مع أحد القادمين للسعودية، "إذا بدك أرضى عليكي ضبي لسانك وخلي الأيام تعدي على خير".

تحكي "ميسا الشام" أن أمها نفسها خرجت في 2011 مع أبنائها في مظاهرات من خوفها عليهم وكان صوتها يصل للسماء وهي تردد شعارات الثورة ضد حافظ الأسد.

فادي. ج استذكر مختلف الذكريات في يوم موت الأسد الأب: "شب من حمص كان معنا بالجامعة سنتين ما بيلبس غير أسود حدادا" ع حبيبته، أول يوم بعد استئناف الفحص من يوم موته إجا لابس أحمر وين ما كان هلق الله يحميه هالنمر".

"فضحتنا فوت لجوّا"
علاء. م كان يعمل في حديقة المنزل مع أبيه: "جنينتنا بتطل على الشارع العام ما شفنا غير أخي الصغير عم يصيح بأعلى صوتو من عالبرندا: بابا بابا مات حافظ بابا لك بابا مات حافظ، صرخ بابا بوجهو: لك فضحتنا فوت لجوا".

Faris  كتب: يكفينا فخرا في ذكرى وفاته "انو الفيس بوك ممتلئ عن بكرة أبيه بذكريات شعبك يوم فطست ... ذكريات ظل يخبئوها أعواما طويلة خوفا من بطشكم.. وفعلا الحرية صارت".

يعتقد السوريون أن حافظ الأسد مات فعلاً يوم بدأت ثورة الحرية، وتأتي ذكرى وفاته هذا العام لتكون السنة الثانية التي تنهمر صفحاتهم بذكريات الرعب والخوف عندما كان حياً، ومن ذكريات الثورة على ولده الذي ورثه واعتقد أنه ورث سوريا كلها.
شارك الخبر