لا يزال الوضع باليمن مفتوحا على جميع التكهنات مع إعلان النظام الحاكم عودة الرئيس علي عبدالله صالح من السعودية قريبا، فيما تدعو المعارضة إلى التسريع في إنشاء مجلس انتقالي رئاسي لقطع الطريق أمامه، ماهي السيناريوهات المحتملة في اليمن؟ وبماذا يخاطر صالح في حال عودته؟.
الرئيس علي عبد الله صالح في السعودية للعلاج إثر إصابته بجروح بقصف تعرض له القصر الرئاسي الجمعة الماضية. المعارضة تحتفل بانتصارها غداة رحيله والنظام اليمني يقول إن صالح سيعود خلال أيام والسعودية تقول إن صالح سيقضي فترة نقاهة تستمر أسبوعين على الأقل، معاهدة خليجية عدلت خمس مرات قبلت معظم أطراف الصراع ببنودها ورفض صالح التوقيع عليها في آخر لحظة، و\"شباب الثورة\" يدعون \"كافة القوى الوطنية والأطياف السياسية للبدء بتشكيل مجلس رئاسي مؤقت يتولى تكليف حكومة كفاءات إدارة المرحلة الانتقالية\"، فالمرحلة مفتوحة على كل التكهنات والاحتمالات في اليمن. ماهي السيناريوهات المحتملة؟ وبماذا يخاطر صالح في حال عودته؟
السيناريو الأكثر واقعية: صالح رحل ولن يعود
يقول رامي خليفة العلي، باحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس العاشرة \"نانتيير\" ورئيس تحرير موقع \"الرأي\": كل المؤشرات تؤكد اليوم بأن اليمن على طريق الحسم وهنالك بداية حل للأزمة، وفق عنصرين:
العنصر الداخلي ويتمثل بإعلان القبائل اليمنية انشقاقها عن الرئيس علي عبد الله صالح، فكبرى القبائل والتي لها دور في المشهد السياسي باليمن وهي \"حاشد\" \"بكيل\" و\"حمير\" و\"كندة\" تخلت عن صالح. كما انشقت الطبقة السياسية، أحزاب وسياسيين عن صالح والتحقوا بركب الثورة. المؤسسة العسكرية بدورها انفصل معظم أفرادها عن صالح كذلك، ولم يبق الآن سوى الحرس الجمهوري على ولائه للرئيس.
العنصر الخارجي: البيت الأبيض عبر عن رغبته المباشرة في استغلال تواجد صالح في السعودية لنقل السلطة بطريقة سلمية، وهذا يمثل أكبر دعم للمعارضة اليمنية. كما أن التوافق الأمريكي - الفرنسي حول الأزمة اليمنية يؤكد على ضرورة رحيل علي عبد الله صالح من البلاد.
ويرى هشام الزيادي، صحفي وعضو في لجنة إعلامي ساحة التغيير، أن البعض يشكك حتى في بقاء علي عبد الله صالح على قيد الحياة بدليل عدم ظهوره منذ الهجوم على القصر الرئاسي. وفي حال كان حيا، فعودته إلى البلاد من سابع المستحيلات، فالمعارضة ستحول دون ذلك بجميع الوسائل، بدليل الدعوة إلى تسريع تشكيل مجلس انتقالي رئاسي لقطع الطريق على عودته، ودعوة المجتمع الدولي للاعتراف بالمجلس بعد ذلك والتسريع في تشكيل لجان لوضع دستور جديد وحكومة تكنوقراط في البلاد كذلك.
كما أن المعارضة بشقيها: أحزاب اللقاء المشترك التي تدعو إلى تولي نائب رئيس الجمهورية الحكم، وشباب الثورة الذي يريدون مجلس انتقالي رئاسي يعارضان طي صفحة صالح نهائيا. وتعامل الولايات المتحدة مع نائب رئيس الجمهورية دليلا على أن صالح فقد شرعيته على المستوى الدولي وبأن نائبه هو المتحكم فعليا في زمام الأمور في اليمن.
ما هو الخطر في حال عودة صالح؟
يقول رامي خليفة العلي، في حال عودة علي عبد الله صالح إلى بلاده فإن ذلك سيكون بداية حرب أهلية بين من تبقى من مناصري الرئيس من قوات الحرس الجمهوري وتشكيلات أمنية يرأسها أقرباؤه، مع المؤسسة العسكرية والقبائل اليمنية. هذه الحرب ستدوم سنوات طويلة وهي ليست في صالح اليمن ولا في صالح دول الخليج ولا في صالح الدول الغربية التي تريد استقرارا في المنطقة لخدمة مصالحها.
ويرى هشام الزيادي، أن صالح لم يذهب إلى السعودية لكي يعود، وفي حال عودته فإنه يلعب ورقته الأخيرة للنفاد بنفسه، فاحتمال إلقاء القبض عليه ومحاكمته كبير جدا. كما أن المملكة العربية السعودية لن تتركه يعود إلى اليمن لأنها ستخسر اليمنيين وستساهم في خلق حالة عدم استقرار في المنطقة
هل هنالك هامش للوساطة لحل الأزمة اليمنية؟
هامش الوساطة والمبادرات زال، حسب رامي خليفة العلي، الخليجية منها والدولية، فمبادرة دول الخليج عدلت خمس مرات، وفي كل مرة كان علي عبد الله صالح يرفض التوقيع عليها ويجد تبريرات لذلك. ورغم أنه من الناحية الدستورية لا يزال صالح رئيسا لليمن ويمكنه العودة ولكن سياسيا لا يمكن تحقيق ذلك إلا عبر وساطة.
أما هشام الزيادي فيرى أن الثورة في اليمن بلغت مرحلة متقدمة والعودة إلى طاولة الوساطة والمبادرات يعني العودة إلى المربع الأول وهذا غير ممكن اليوم، كما أن المعارضة التي وقعت مرارا على مبادرة دول الخليج صارت ترفضها اليوم، ولا أحد متمسكا بها سوى دول مجلس التعاون الخليجي لأن هذا يخدم مصالح علي صالح. لا حل اليوم سوى تسليم السلطة للمعارضة.
* france 24
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |