الرئيسية / شؤون محلية / معتصمون مختطفون يروون لـ "الخليج": فظائع تعرضوا إليها في سجون صالح السرية
معتصمون مختطفون يروون لـ \"الخليج\": فظائع تعرضوا إليها في سجون صالح السرية

معتصمون مختطفون يروون لـ "الخليج": فظائع تعرضوا إليها في سجون صالح السرية

16 مايو 2011 02:35 مساء (يمن برس)
الخليج : كشفت المنظمة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات (هود) عن وثائق سرية تتضمن مراسلات بين السفارة الأمريكية في صنعاء ووزارة الداخلية اليمنية حول وصول طائرة عسكرية أمريكية إلى مطار صنعاء الدولي تحمل معدات عسكرية وذخائر دخانية لتزويد وحدات مكافحة الإرهاب وقوات مكافحة الشغب والأمن المركزي بها، وتتضمن الشحنة تسلم السلطات اليمنية سبع قاذفات “آر .بي .جي” لقوات العمليات الخاصة ومؤشرات الخطر وذخائر دخانية وحزم أسلحة خفيفة وصمام أمان لقوات الأمن المركزي ووحدات مكافحة الإرهاب . كما تضمنت روزنامة الوثائق، التي حصلت “الخليج” على نسخة منها مذكرات صادرة عن مكتب وزير الداخلية اليمني إلى قائد قوات الأمن المركزي تتضمن توجيهات بوقف استخدام القنابل الدخانية في قمع المسيرات الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام نظراً لانتهاء فترة صلاحياتها ولأضرارها الجسيمة على صحة الإنسان والبيئة، وهو ما لم يتم التقيد به، حيث واصلت قوات الأمن المركزي استخدام هذه الذخائر في قمع المعتصمين في عدد من المدن الرئيسية في البلاد . وكشفت أربع وثائق عرضتها المنظمة في مؤتمر صحافي عقدته أمس في ساحة التغيير بصنعاء عن دفن ثلاث جثث يعتقد أنها لمعتصمين بساحة التغيير تم اختطافهم في بداية إنشاء مخيم الاعتصام بالساحة خلال تواجدهم خارجه من دون إذن النيابة العامة ونقل الجثث التي تم العثور عليها داخل مكب للنفايات بمنطقة “بيت بوس” بضواحي العاصمة ممزقة كأشلاء في ثلاث صفائح خاصة بتعبئة الحلوى للتشريح الجنائي . فيما تضمنت الوثيقة الثانية تعميماً خطياً من قيادة غرفة العمليات في وزارة الداخلية إلى الأجهزة الأمنية كافة بتعقب واحتجاز ست سيارات إسعاف لاعتبارات تتعلق بقيامها بتقديم خدمات إسعافية للمتظاهرين والمعتصمين بساحة التغيير في صنعاء . وتضمنت الوثيقة الثالثة تعميماً مماثلاً صادراً عن الجهة نفسها إلى الأجهزة الأمنية كافة بتعقب واعتقال أي شخص من “بيت العليي” التابع للخيمة الخارجية أو أي شخص من أهالي منطقة “الحدب” بمديرية بني مطر من دون تحديد هوية المطلوب تعقبهم ولأسباب تتعلق بإعلان هذه المناطق مواقف مؤيدة لثورة الشباب ومناهضة للنظام السياسي الحاكم . وتخلل المؤتمر الصحافي الذي عقدته منظمة “هود” عرض شهادتين لشخصين تعرضا للتعذيب في سجون سرية تابعة لجهاز الأمن القومي اليمني بصنعاء عقب اختطافهما خلال تواجدهما خارج حدود ساحة التغيير في صنعاء حيث استخدم في عملية التعذيب “الجمر وأعقاب السجائر والفضلات الآدمية والوخز الدامي في أنحاء متفرقة من الجسد والإهانات المعنوية والإذلال النفسي”، بحسب الشهادتين . وروى نبيل محمد علي عبده أحد المعتصمين اللذين تعرضا للتعذيب بسجون الأمن القومي في صنعاء ل”الخليج” تفاصيل مروعة حول تعرضه لعملية تعذيب قاسية استخدم فيها “الكي بالجمر المتقد وأعقاب السجائر والتلطيخ بالبول والفضلات الآدمية والطعن في أنحاء متفرقة من جسده بالسكاكين والدبابيس وآلات حادة أخرى” . وقال عبده، الذي تتوزع في أنحاء وجهه وأطرافه جروح غائرة ناجمة عن الكي بأعقاب السجائر والجمر المتقد: “تم اختطافي خلال تواجدي خارج ساحة التغيير من قبل ثلاثة أشخاص كانوا على متن سيارة تحمل لوحة أجرة، حيث تم اقتيادي معصوب العينين إلى منزل يقع في منطقة بعيدة بضواحي العاصمة والزج بي في زنزانة داخل قبو هذا المنزل” . واستطرد قائلاً: “كانوا يضربونني بشدة ويطفئون أعقاب سجائرهم في وجهي وصدري وفخذي وفي أحد الأيام رأيتهم يتعاطون “الشيشة”، وحين فرغوا من ذلك التقطوا الجمر المتقد وأمسك بي اثنان منهما، فيما تكفل الثالث بكي أنحاء متفرقة من جسمي بالجمر حتى تسلخ لحم صدري وأكتافي” . المختطف الثاني، ويدعي خالد احمد روى من جهته ل”الخليج” تفاصيل مماثلة لعملية تعذيب أكثر قسوة تعرض إليها على أيدي رجال أمن يتبعون جهاز الأمن القومي، حيث قال: “تم استخدام آلة “الدريل” الخاصة التي يستخدمها النجارون بثقب الخشب في طعني في أنحاء متفرقة من جسدي، إلى جانب الكي بالسجائر والجمر والضرب المبرح إلى حد أنني كنت أفقد وعيي لساعات، وحين يعود إلي الوعي وأشعر بعطش شديد وأطلب الماء أفاجأ بأنهم يعطونني قنينة ممتلئة بالبول ويقولون لي وهم يتضاحكون فيما بينهم “خذ هذا بول علي عبدالله صالح اشرب” . من جهة أخرى، كشفت منظمة “هود” عن وجود معتقل سري في مخيم الاعتصام التابع لأنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم ومؤيدي الرئيس صالح بالساحة الأمامية لملعب الاستاد الرياضي يحتجز فيه 23 من المتظاهرين الذين تم اعتقالهم خلال المسيرات الاحتجاجية الأخيرة التي تخللتها أحداث عنف من قبل القوات الأمنية والعسكرية ومجاميع مدنية مسلحة من أنصار الحزب الحاكم . واتهمت المنظمة قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري ومن وصفتهم ب”بلاطجة الحزب الحاكم” بالقيام بإعدام جرحى سقطوا جراء تعرضهم للرصاص الحي خلال المسيرة الاحتجاجية التي نظمت يوم 9 إبريل/ نيسان المنصرم بجولة “كنتاكي” في صنعاء واختطاف 12 جثة لقتلى في المسيرة الاحتجاجية ذاتها إلى جانب دفن أعداد من الجثث لمتظاهرين سقطوا خلال مسيرات احتجاجية أخرى بطريقة سرية في مقبرة جماعية بمنطقة “ارتل” بضواحي العاصمة . وأرجعت المنظمة إقالة الرئيس اليمني للنائب العام السابق الدكتور عبدالله العلفي لما وصفته بمبادرة الأخير إلى فتح ملفات تحقيق في قضايا قتل واختطافات تورطت في ارتكابها سلطات الأمن القومي ووزارة الداخلية واستهدفت معتصمين وناشطين مطالبين بإسقاط النظام السياسي القائم .
شارك الخبر