ضمن برنامج اذاعي كتبت الصحيفة الهولندية يوديت بعنوان "يوديت باليمن"، وهي فقرة إذاعية تناولت بطريقة فكاهية حياة اليمنيين .
"كم عمرك؟" اسأل الصبي الذي لا يكاد يظهر منه شيء خلف المقود. "خمسة عشر" يجيب. "يعني أنت غير مسموح لك بقيادة السيارة؟" "في اليمن ممكن.. في أي بلد آخر ستقبض عليّ الشرطة.".. يقول لي ثم يمضي ضاحكاً. وأنا اضحك ايضاً: أنا في طريقي إلى سوبرماركت "Happy Land". اضحك ايضاً.. على الاسم.
هذه بلاد متفائلة. فوضويون ومتفائلون. كلّ يوم تقريباً يسألني هؤلاء المتفائلون عن رؤيتي لمستقبل اليمن. أقول كل مرة: "لا أتوقع أن تصبح اليمن قريباً سويسرا العرب."
"ولِمَ لا"؟؟ يردّون باستغراب.. ثم يبدؤون بتعداد الثروات العظيمة التي يملكها اليمن بكل حماس: "عندنا نفط.. غاز.. معادن.. أسماك.. سياحة.. عندنا كل شيء."، وأجيب حينها بأن هناك اشياء أخرى أيضاً: الكثير من الفساد والسلاح والقات.. وأنّ عدد السكان ينمو بشكل سريع.. اسرع من نمو الثروات الاخرى."نعم هذا صحيح" يقولون متنهدين. اشعر بالتعاطف، فأضيف قائلة: إن اليمنيين هم ألطف ناس في العالم.
إنهم أيضاً أكثر الناس إثارة للذهول والمفاجأة. خذوا مثلاً الرئيس السابق علي عبدالله صالح. في البلدان العربية الأخرى التي مرّت بها رياح الربيع العربي فإن الزعيم السابق إما مقتول أو منفيّ أو في السجن. هنا يفتتح علي عبدالله صالح متحفاً جديداً.. متحفٌ عن شخصه وحياته هو. أمر محزن.. لكني في الحقيقة لا استطيع إلا أن اضحك على هذه المفارقة.
هناك أيضاً ما لا يـُضحك: القتلى الذين يسقطون من حين لآخر اثناء الاحتجاجات. لا أفهم ذلك. لماذا لا يـُسمح للناس بالتظاهر؟ لماذا يتم إطلاق النار دائماً؟ إنه ردّ فعلٍ غريب حقاً. كنتُ أعتقد أن الحكومة الجديدة أكثر حكمة. كنتُ مخطئة!
في هذه الاثناء أنظر في سوبر ماركت هبي لاند إل طفل يجلس على بطـّة صفراء اللون كبيرة تتأرجح به.. اسمع موسيقى تأتي من هناك. آآآه إنها موسيقى: "‘altijd is kortjakje ziek " أغنية اطفال هولندية قديمة. تفاجئني هذه الموسيقى الهولندية غير المتوقعة مثلما أتفاجأ بوجود أنواع من الحلوى والكيك الهولندي المحلي جداً.
اليمن تفاجئك دائماً.. وتشعرك بالبهجة دائماً. أسير في الشارع.. تأتي دراجة نارية صغيرة عليها رجل عجوز. نعلاه البلاستيك يتأرجحان فوق المحرك.. حين يقترب مني يخفف السرعة.. يلوّح لي مبتهجاً ويهتف: ‘I love you!!!!'
"كم عمرك؟" اسأل الصبي الذي لا يكاد يظهر منه شيء خلف المقود. "خمسة عشر" يجيب. "يعني أنت غير مسموح لك بقيادة السيارة؟" "في اليمن ممكن.. في أي بلد آخر ستقبض عليّ الشرطة.".. يقول لي ثم يمضي ضاحكاً. وأنا اضحك ايضاً: أنا في طريقي إلى سوبرماركت "Happy Land". اضحك ايضاً.. على الاسم.
هذه بلاد متفائلة. فوضويون ومتفائلون. كلّ يوم تقريباً يسألني هؤلاء المتفائلون عن رؤيتي لمستقبل اليمن. أقول كل مرة: "لا أتوقع أن تصبح اليمن قريباً سويسرا العرب."
"ولِمَ لا"؟؟ يردّون باستغراب.. ثم يبدؤون بتعداد الثروات العظيمة التي يملكها اليمن بكل حماس: "عندنا نفط.. غاز.. معادن.. أسماك.. سياحة.. عندنا كل شيء."، وأجيب حينها بأن هناك اشياء أخرى أيضاً: الكثير من الفساد والسلاح والقات.. وأنّ عدد السكان ينمو بشكل سريع.. اسرع من نمو الثروات الاخرى."نعم هذا صحيح" يقولون متنهدين. اشعر بالتعاطف، فأضيف قائلة: إن اليمنيين هم ألطف ناس في العالم.
إنهم أيضاً أكثر الناس إثارة للذهول والمفاجأة. خذوا مثلاً الرئيس السابق علي عبدالله صالح. في البلدان العربية الأخرى التي مرّت بها رياح الربيع العربي فإن الزعيم السابق إما مقتول أو منفيّ أو في السجن. هنا يفتتح علي عبدالله صالح متحفاً جديداً.. متحفٌ عن شخصه وحياته هو. أمر محزن.. لكني في الحقيقة لا استطيع إلا أن اضحك على هذه المفارقة.
هناك أيضاً ما لا يـُضحك: القتلى الذين يسقطون من حين لآخر اثناء الاحتجاجات. لا أفهم ذلك. لماذا لا يـُسمح للناس بالتظاهر؟ لماذا يتم إطلاق النار دائماً؟ إنه ردّ فعلٍ غريب حقاً. كنتُ أعتقد أن الحكومة الجديدة أكثر حكمة. كنتُ مخطئة!
في هذه الاثناء أنظر في سوبر ماركت هبي لاند إل طفل يجلس على بطـّة صفراء اللون كبيرة تتأرجح به.. اسمع موسيقى تأتي من هناك. آآآه إنها موسيقى: "‘altijd is kortjakje ziek " أغنية اطفال هولندية قديمة. تفاجئني هذه الموسيقى الهولندية غير المتوقعة مثلما أتفاجأ بوجود أنواع من الحلوى والكيك الهولندي المحلي جداً.
اليمن تفاجئك دائماً.. وتشعرك بالبهجة دائماً. أسير في الشارع.. تأتي دراجة نارية صغيرة عليها رجل عجوز. نعلاه البلاستيك يتأرجحان فوق المحرك.. حين يقترب مني يخفف السرعة.. يلوّح لي مبتهجاً ويهتف: ‘I love you!!!!'