يبدو للمراقبين أن تيار البيض يسعى جاهدا لعرقلة مؤتمر الحوار الوطني المزمع الشروع فيه إبتداء من 18 مارس القادم . وقد كان واضحا أن البيض رغم انزعاجه من بيان مجلس الأمن إلا أنه يريد أن يستفيد منه في تسويق نفسه كطرف يوازي في ثقله على عبد صالح وندا له باعتباره رئيسا سابقا لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وإنه سيعمد خلال الفترة القادمة إلى التصعيد و خصوصا من خلال الفعاليات النوعية إذ أن المهرجانات الشعبية تتطلب وجود مناسبات حتى يتسنى الحشد لها كما أنها تضعه على قدم المساواة مع خصومه الآخرين في قوى الحراك ولذلك فإنه سيكرس جهده للقيام بعمليات إنفرادية تنسب له وحده ومنها ما يمكن اعتباره في مصاف العمل العسكري أو ما في حكمه .
قد يعجبك أيضا :
تيار البيض وحتى قبل صدور بيان مجلس الأمن بمدة يصر على أنه ((لا حوار إلا بإشراف دولي وإقليمي على قاعدة التحرر والاستقلال وبوجود الرئيس الشرعي للجنوب علي سالم البيض)) والنص المقتبس ورد على لسان شلال علي شايع أبرز الشخصيات المحسوبة على البيض والذي يشغل موقع رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي بمحافظة الضالع وأحد مروجي الكفاح المسلح والذي يعتقد أن يقف خلف بعض الإعتداءات التي طالت بعض المواطنين أو المرافق ، ومن الذين لا يمانعون من الاستعانة بإيران في سبيل تحقيق الاستقلال على حد زعمه .
قد يعجبك أيضا :
القطاع الذي يقيمه عشرات المسلحين من أنصار شلال في منطقة سناح بين قعطبة والضالع ويحتجزون من خلاله عشرات الشاحنات التي تمر في المنطقة . يعد تصعيدا ربما يدفع باتجاه المزيد من التوتر وربما يراد له أن يصبح الشرارة التي ستفجر (الكفاح المسلح ) الذي يحاول البيض جر الحراك السلمي له بعد الإحباط الكبير الذي يحيط بكل جهود أطياف الحراك في سبيل حشد أي تاييد دولي داعم للإنفصال . وإذا لم تفلح المساعي الحثيثة التي يبذلها محافظ الضالع ووجهاء واعيان المنطقة لنزع فتيل التوتر الذي نشب على إثر مطالب هؤلاء المسلحين بالإفراج عن “فارس عبدالله صالح” وهو من أبناء مدينة الضالع والمحكوم بالإعدام في قضية قتل حدثت أثناء خليجي 20 في عدن فقد يشهد الحراك منعطفا جديدا في تاريخه يحاول أن يجره إليه تيار البيض قبل مؤتمر الحوار الوطني .