يبدو أن المؤتمر الشعبي العام يشهد شتاءً قارساً هذه الأيام بعد إستقالات جماعية قدمها عدد من أعضاء البرلمان المنتمين إليه قبل أيام - بعضهم نفى إستقالته - و هو ما اعتبره كثيرين بداية لتصدع سياسي في الحزب الذي حكم لمدة 33 عاماً باليمن .
و في خضم هذه الموجة القارسة قدم عدد من الإعلاميين البارزين بالمؤتمر الشعبي العام إستقالاتهم إحتجاجاً على ماوصفوه السياسية الإعلامية الفاشلة للحزب في الدفاع و الحفاظ على أعضائه الذين يتعرضون للتهميش و الإقصاء في وظائفهم الحكومية ، و أكدت مصادر مطلعة أن الإعلاميين الذين قدموا إستقالاتهم من المؤتمر هم : يحيى العابد ، عبدالله الصعفاني ، معاذ الخميسي ، سام الغباري ، محمد الردمي ، بسام الشوذبي ، جميل مفرح .. و آخرين .
حيث تعرض عبدالله الصعفاني لإقصاءه من موقعه كنائب لرئيس تحرير صحيفة الثورة الرسمية و إستبداله بمروان دماج (إشتراكي) و مُنع الصعفاني الذي يكتب يومياته بالثورة منذ 20 عاماً من كتابتها بعد وصول قيادة جديدة للمؤسسة و الصحيفة .
فيما يتعرض معاذ الخميسي للتشويه المتعمد من قبل صحافة المؤتمر و قناة اليمن اليمن اليوم بصورة رسمية بسبب تشكيلة الإعلاميين الذين إختارهم للمشاركة في خليجي 21 بالبحرين .
و يعتبر يحيى العابد و محمد الردمي من أهم الشخصيات التلفزيونية التي وقفت مع النظام السابق أيام الثورة اليمنية ، و تعرضوا للإقصاء المباشر من قبل قيادة وزارة الإعلام التي يقودها الوزير المؤتمري السابق : علي العمراني.
في هذه الأوقات تنشغل قيادة المؤتمر الشعبي العام بإستقطاب إعلاميين ينتمون لأحزاب مناهضة لحزبهم بهدف إرضاءهم ، و منهم الصحفي نبيل الصوفي الذي يمثل سكرتيراً للعميد أحمد علي عبدالله صالح للشؤون الإعلامية و خبيراً إعلامياً يقود سياسة المؤتمر الإعلامية ، و الصوفي رئيس تحرير سابق لصحيفة الصحوة الناطقة بإسم التحمع اليمني للإصلاح - أشرس الأحزاب المناهضة للمؤتمر الشعبي .
يبدو أن المؤتمر الشعبي العام سيشهد مزيداً من الإستقالات التي تهدد وجوده و ترابطه بعد موجة تسونامي الإستقالات التي شهدها عقب مجزرة جمعة الكرامة في 18مارس 2011م .
و يؤكد إعلاميين مؤتمريين أن المؤتمر الشعبي العام لا يملك اي رؤية قادرة على تجاوز صعوباته التنظيمية في ظل همس دائم يؤكد قرب إنشقاق كبير بقيادة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي و د. عبدالكريم الإرياني نائبا رئيس المؤتمر الشعبي العام بسبب وجود شخصيات كبيرة و نفعية مسيطرة على الحزب الذي إرتفعت فيه أصوات تطالب بتصحيحه .