قال الشيخ حمود سعيد المخلافي أحد أبرز المشائخ في محافظة تعز جنوب البلاد، أن تعيين محافظ تعز الجديد شوقي احمد هائل جاء بقرار من الرئيس السابق علي عبد الله صالح ولم يأت بقرار من الرئيس الحالي عبده ربه منصور هادي.
وأوضح المخلافي في - مقابلة خاصة مع "آسيا"- الذي خاض معارك ضارية وشرسة على مدى عام كامل مع قوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح بمحافظة تعز بعد محرقة ساحة الحرية في مايو ٢٠١١ : " أن محافظة تعز لا يوجد فيها أي تغيير لا بالكفاءة ولا بالشراكة وعلى المسؤولين في صنعاء اعادة النظر بتعز ".
وأضاف: "نحن نريد تغييراً جذرياً في المحافظة يلبى اهداف الثورة ويحدد لتعز موقعها، كونها قدمت الكثير من التضحيات".
ودعا المخلافي محافظ محافظة تعز شوقي احمد هائل إلى النزول ولو لمرة واحدة ليصلي صلاة الجمعة في ساحة الحرية بمحافظة تعز كي يشعر الشباب أن الثورة جاءت بالجديد وأن هناك شيء ايجابي.
وكشف المخلافي عن اسرار حربه مع القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح مشيرا إلى أنهم كانوا يشترون السلاح بربع ثمنه من قوات الجيش التابعة لنظام صالح.
ونفى المخلافي اقتحامه لأي معسكر وقال: "لم نقتحم أي معسكر وكنا نشتري هذه الأسلحة من قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي واللواء ٣٣ السلاح فكانت تلك القوات بدل من أن تقاتل الثوار تقوم ببيعها للثوار".
واعتبر أن الذكرى الثانية لقيام ثورة ١١ فبراير التي تحلّ قريباً عظيمة وكبيرة ولا يمكن أن تمحى من ذاكرتنا وذاكرة أبنائنا ونسائنا وستظل مناسبة عظمية للأجيال القادمة، مشيراً إلى أن "تعز قدمت للثورة الكثير حيث تتصدر تعز في التضحيات من أجل الوطن أكثر من أي محافظة أخرى وتعز إلى الآن لم تجنِ أهداف الثورة وليس هناك أي نتائج ملموسة وإيجابية على أرض الواقع، حيث لا تغيرات ولا محاكمة للقتلة أو حتى إبعادهم من مناصبهم".
ولفت إلى أن هناك سلبية من قبل قيادات اللقاء المشترك "ولا أدري ما الذي أصابهم لا أنهم تركوا الشباب لمواصلة ثورتهم ويقومون بالتصعيد السلمي كما كان واعتقد أن هناك اتفاقيات في صنعاء كانت سببا في شل حركة الشباب، الذين بدأون يشعرون أن شهدائهم ودمائهم ومحبيهم ضاع هباءا ,وهو ما جعلهم شبه محبطين ومع ذلك الشباب قادرين على استعادة ثورتهم مرة أخرى وبزخم أكبر مما كان عليه".
وتفاءل الجميع بقدوم أحد أبناء المحافظة على أمل أن تحظى تعز بإدارة متمكنة بحيث لا تكرر سلبيات المحافظين السابقين لاسيما وأن المحافظ ذو ثراء ما جعل الأمل يتضاعف في أن تصبح تعز نموذجا لبقية المحافظات.
ورأى أن المغزى من إطلاق حملة "عائدون للتغيير" للمطالبة بتحقيق اهداف الثورة والمطالبة برحيل المحافظ يعود لما خرجوا كونهم أدرى لماذا خرجوا ولا أظن أنها للإصلاح لان هناك مشاركين من الشباب وبقية الأحزاب الأخرى ولكن ليس بقدر الإصلاح.
وعن الكلام عن فشل المحافظ، قال المخلافي "نسمع هذا من خلال الضجيج في الإعلام ومع ذلك لا يتحمل المحافظ الوزر لوحده، بالفعل ليس هناك أي تغيير الآلية التي تدير المحافظة هي نفسها قبل الثورة وبعدها وهناك ناس حول المحافظ قد يكونوا مستشارين مخطئين له لأنهم لا يريدون له النجاح"، موضحاً موقفه من بقاء المحافظ بالقول "أنا مع تحديد لقاءات لأحزاب اللقاء المشترك والقيادات الشبابية والمجالس الثورة مع محافظ المحافظة من أجل الخروج بنتائج إيجابية تخدم تعز ومصلحتها".
وعندما سُئل عن إجتماع المحافظ مع قيادات اللقاء المشترك حيث أوضح لهم أن التغيير وفق الكفاءة وليس الشراكة والتوافق، ضحك الشيخ قائلاً "لا يوجد حتى الآن أي تغيير لا بالكفاءة ولا بالشراكة، نحن نريد تغييراً جذرياً نريد رؤية أهداف الثورة تحقق في تعز كي تحدد موقعها، أقل شيء من أجل ما قامت به من تضحيات من أجل التغيير".
وقال أنه لا يوجد هناك أي تفسير واضح عن سر تمسك المحافظ شوقي هائل ببعض القيادات التي تطالب الثورة برحيلهم، مضيفاً "لكن الواقع الراهن يستوجب أيضا على القيادات في صنعاء ممثلة برئيس الجمهورية والوزراء إعادة النظر بتعز وهم على إطلاع بالتقارير التي ترفع إليهم من الدولة ومنظمات المجتمع الدولي مما يستوجب عليهم المشاركة بالتغيير في تعز".
وأكد على أننا "لا نريد أن نسمع أي كلمة تمس المحافظ بسوء وأيضا أسرة بيت هائل التي هي على علاقة طيبة مع الجميع، ونصيحتي للمحافظ وقبل فوات الأوان أن يجمع الناس الذي لهم اعتبار في تعز من قيادات حزبية وشبابية ووجهات وكل المؤثرين في المجتمع ويتخذون قرارات تلبي أهداف الثورة التي ضحى من أجلها الشباب بدمائهم وأرواحهم"، متمنياً "على الأخ المحافظ شوقي احمد هائل أن ينزل ولو لمرة واحدة ليصلي الجمعة في ساحة الحرية بتعز كي يشعر الشباب أن الثورة جاءت بالجديد وأن هناك شيء إيجابي".
ورأى أن "المطلوب من المحافظ الآن ابعاد من تلطخت أيديهم بدماء الشباب والفاسدين من مناصبهم ،على الأقل يشعر الناس أنهم حصلوا على شيء في تعز، خاصة وأن الفترة الانتقالية على وشك الانتهاء".
حماة الثورة والدفاع عن المدينة
· إذا ما عدنا بالذاكرة إلى الأحداث التي شهدتها تعز ابان ثورة ١١ فبراير وبصفتك أحد قيادات حماة الثورة .. هل لنا بمعرفة الجهات التي كانت تمدكم بالسلاح للدفاع عن تعز؟
- كل بيت وفيها سلاح ومتمثل بالذخائر والكلاشينكوف وهذه التي نمتلكها وبها دافعنا عن أعراضنا وأنفسا بكل ما استطعنا من قوة وذلك حين تم ضربنا واستهدافنا إلى بيوتنا وحارتنا من قبل الآلة العسكرية التي تمتلكها قوات الحرس واللواء ٣٣ والأمن.
نحن كنا في وضع المدافع والحمد لله الذي وفقنا بعدما اضطررنا للدفاع عن أنفسنا بعد محرقة ساحة الحرية وقبلها – وكما تعلمون – لم تطلق حتى رصاصة مسدس حتى يوم الجمعة التي أعقبت محرقة ساحة الحرية .
· التساؤل الذي قد يطرأ كيف استطاع المدافعين على الثورة الانتصار على الدبابات والمدافع والأسلحة الثقيلة التي كانت تمتلكها القوات الموالية لنظام الرئيس السابق ؟
- في الحقيقة أن الحق غلاب دائما وعندما تكن صاحب حق لا شك أنك ستنتصر كونك صاحب هدف ولا يثنيك شيء عن تحقيقه ولكي نكن منصفين أيضا كان الكثير من أفراد الحرس والأمن المركزي واللواء ٣٣ لا يريدون قتل أبناء شعبهم وهذا ما ساعدنا كثيرا وإن كان هناك قلة من "البلاطجة" الذين يقتلون أبناء المدينة .
· من أين كان يأتيكم الدعم المادي هل كانت هناك جهة ممولة ؟
- لا يوجد أي جهة ممولة وإنما تعاون من قبل بعض الأصدقاء ومن الشباب أنفسهم وأحيانا كان حماة الثورة يحصلون على بعض الأسلحة والذخائر التي كانت تباع لهم بربع قيمتها من قبل أفراد وضباط وقادة بعض المعسكرات .
· وبعضها كنتم تحصلون عليها من خلال اقتحام بعض المعسكرات ؟
- لم نقتحم أي معسكر وكنا نشتري هذه الأسلحة ، كان يومها الدولة تصرف لقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي واللواء ٣٣ السلاح والذخائر وبدل من القتال بها كما هي التوجيهات كان يتم بيعها للثوار ومن خلال فارق السعر كان حماة الثورة يدعمون أنفسهم بأنفسهم .
· أنت تجزم أن الدعم المادي لحماة الثورة كان يأتي من قوات النظام السابق من خلال المتاجرة بالأسلحة؟
- نعم والحمد لله وبعض هذه الأسلحة استخدمت للدفاع عن النفس ولم تطلق أي رصاصة واحد إلا للضرورة الملحة وهي الدفاع عن النفس .
· هل سقط شهداء من المدافعين عن الثورة بتعز وكم يبلغ عددهم ؟
- نعم سقط شهداء ويتجاوز عددهم ١٠٠ شهيدا .
· من يعول أسر هؤلاء الشهداء ؟
- هناك تعاون من قبل أهل الخير والجمعيات الخاصة وتعيش بعض الأسر ظروف صعبة ,, والمفترض أن يتم تكريم والاهتمام بهذه الأسر لأن شهدائهم هم أشعلوا الثورة بدمائهم وإن شاء الله تحقق الأهداف التي سقطوا من أجلها .
· هل للدولة أي دور في الاهتمام بأسر الشهداء ؟
- لا يوجد أي دعم أو اهتمام حتى الآن وكلها مجرد وعود وأخبار تنشر بالرغم من تفهم الجانب الحكومة على أساس أن الاهتمام بهم كما هو مقرر .
· هل كنتم على تواصل مع اللواء علي محسن الأحمر؟
- كان التواصل أحيانا.
· هل كانت تأتيكم أي توجيها منه بخصوص تنفيذ بعض العمليات ؟
- لا يوجد تنفيذ لأي عمليات وكان موقفنا دفاع كما أسلفت، وكان تواصل اللواء علي محسن يقتصر على النصيحة بعدم إراقة الدماء واتخاذ مواقف الدفاع في كل الظروف .
الثورة والانفلات الأمني
· إذا ما انتقلنا إلى المرحلة الثانية من بعد الثورة والمتمثلة بالانفلات الأمني واتهماكم شخصيا بدعم المسلحين لإثارة الفوضى ؟
- إذا حضرت حفلة عرس لا شك أن كل المدعوين لن يخرجوا بانطباع إيجابي موحد فكل له وجهة نظره ، فكيف بأحداث تتعلق بثورة ، وكل الدلائل تشير إلى أن هناك تخطيط مسبق لزعزعة الأمن والاستقرار في تعز من قبل بعض الأطراف الأخرى ومن ثم كيل التهم لحماة الثورة والذين هم بريئيين من ذلك ، فمنطق العقل لا يتقبل أن الثائر الذي وهب نفسه وروحه وماله فداء للوطن يمكن له أن يتحول إلى قاطع طريق.
وأعمال النهب والسلب كانت منظمة في محاولة لإخماد الثورة وقد تم القبض على العديد من هؤلاء الناس بمساعدة حماة الثورة وإيداعهم البحث الجنائي والجهات المختصة من خلال نتائج التحقيق اتضحت الكثير من الأمور .
· نفهم أنكم شاركتهم في القبض على العصابات الخارجة عن القانون ؟
- كانت هناك ملاحقة لهم وكان بعضهم من وحدات عسكرية.
· هل كانوا بلباسهم العسكري أم المدني ؟
- بعضهم كان بزيه العسكري وآخرين بالمدني وكانت هناك قيادات عليا في المحافظة تشجعهم وتدعمهم على القيام بمثل هذه الأعمال .
· يعني الدعم مقابل إقلاق السكينة العامة ؟
- نعم والتحقيقات كشفت عن أشياء كثيرة وموجودة في السجلات الأمنية بالمحافظة وكما هو ملاحظ أن مظاهر الانفلات الأمني برزت بمجرد ما سلمنا المواقع كانت تخضع للحماة الثورة ،حيث انتشرت ظاهرة القتل والثارات وسرقة السيارات والتقطعات والكثير من المشاكل .
· الواقع يقول لا زالت بعض هذه المظاهر موجودة حتى الآن ؟
- لنا صيحات ونداءات ولقاءات في هذا المجال وكان أبرزها في آخر رمضان حيث اتفق الجميع على ميثاق الشرف , ووقعنا جميعنا على استتابة الأمن بالمحافظة والقضاء على المظاهر المسلحة , وإلى الآن ونحن نطالب بالنزول الميداني المستمر لقوات الأمن وبالذات المناطق التي يتواجد فيها المسلحون مثل عصيفره وشارع الأربعين وغيره ..مطلبنا النزول والبقاء وليس المرور فقط بما يفرض هينة الدولة ويعيد للقانون سلطته .
· ما هو تقيمك للمستوى الأمني في وقته الراهن ؟
- بالنسبة للأمن في محافظة تعز إلى الآن مشلول.
· الحملة الأمنية الأخيرة لم تفي بالغرض ؟
- شبه نجاحه وذلك بتعاون الجميع من أبناء المحافظة ونحن نريدها أكثر حزما حتى يعم القانون كل أرجاء تعز.
لجنة المشائخ:
· بالعودة إلى ميثاق الشرف الصادر آواخر رمضان العام الماضي من ضمن بنوده لجنة استشارية من المشائخ .. لماذا تم الاعتراض عليها والخروج بمسيرات ؟
- الاتفاق يقضي أن يكون هناك تعاون من قبل الجميع في حل مشاكل وقضايا الناس في تعز بما في ذلك المشائخ، ولكن بدون تسميات أو قرار رسمي بحيث تحل القضايا العالقة في المدينة ثم المديريات ويتم الاستعانة بمن لديه مفتاح الحل ، وليس بالضرورة يكون شيخ مثلا قد يكن دكتور أو إعلامي ،وبالتالي كان الاعتراض على عودة المشيخة بقرار في الوقت الذي ينشد فيه الجميع الدولة المدنية .
خمسة مليون بدل ٢٠٠ مليون لكل شهيد:
· ما حكاية ٢ مليار ريال التي تم عرضها عليك من قبل صالح قبل محرقة ساحة الحرية ؟
- ما حدث وللأسف قبل ٤ أشهر صدرت مذكرة من رئيس الجمهورية موجهة إلى وزير المالية ومنه إلى محافظ محافظة تعز باعتماد مبلغ ٥ مليون لأسرة كل شهيد . ظاهرها أنها تعويض وهي بالأساس تنازل من قبل اولياء الدم .
وقبل المحرقة عرض علينا من مليار إلى ٢مليار (خمسة مليون دولار، عشرة مليون دولار) من قبل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بواسطة ناس من ذوي الوجاهات في تعز مقابل صرفها للشهداء والجرحى وكان حينها الشهداء لا يتجاوزون عشرة وعدة جرحى .
· على أساس ١٠٠ مليون لكل شهيد؟
- ٢٠٠ مليون لكل شهيد ومع ذلك رفضنا حتى التحاور في هذه الموضوع واليوم هناك من يفاوض أسر الشهداء على ٥ مليون ريال (عشرين الف دولار).
المشهد اليمني
· ماهي قراءتك للمشهد اليمني مستقبلا ؟
- الفضل بعد الله تعالى يكمن في الحوار الوطني الجاد ومن خلال جلوسي في القاهرة مع الرئيس علي ناصر محمد والعديد من إخواننا من ابناء الجنوب تم مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بمستقبل اليمن حيث يتفق الجميع على الحوار بشرط إعادة المظالم إلى أهلها في الجنوب وخاصة المنهوبة رغم أننا في تعز تعرضنا للنهب والسلب ربما أكثر منهم .
· ما موقفكم من قانون العدالة الانتقالية المعدل يمنح القاتل بموجب المبادرة الخليجية الحصانة ويجرم المدافعين عن الثورة ؟
- موقفنا واضح كما عبر بذلك اللقاء المشترك وبما يتناسق مع مطالب شباب الثورة في عموم محافظات الجمهورية .
· هل تتوقع التمديد للرئيس هادي بعد انتهاء الفترة الانتقالية ؟
- لا أتوقع التمديد لان الفترة سنتين كافية وعلينا جميعا أن نعمل من أجل الوطن بهمه وضمير بحيث تكن مصلحة الوطن فوق كل شيء .
· ما توقعك للمستقبل ؟
- المستقبل القادم يبشر بخير كثير لأبناء اليمن بمشيئة الله تعالى فاليمن لديها الكثير من الثروات التي تكفي جميع أبناء اليمن والأجيال المتعاقبة وبما يغني الوطن عن مد يده للأشقاء والأصدقاء .
· من خلال زيارتنا أدركنا انشغالك المتواصل لحل قضايا الناس الذين يعج بهم ، ما سر القبول الشعبي للشيخ حمود المخلافي بين الناس ؟
- الناس يأتون إلينا ونحن نتفرغ لهم ولحل مشاكلهم ونبذل الكثير من الجهد في ذلك وكنا في الأول نحل القضايا من بعد الظهر حتى المغرب وبعدها من بعد صلاة الفجر حتى المغرب والان وكما وجدتهم من الفجر حتى آخر الليل ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لما فيه الخير للجميع .
وأوضح المخلافي في - مقابلة خاصة مع "آسيا"- الذي خاض معارك ضارية وشرسة على مدى عام كامل مع قوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح بمحافظة تعز بعد محرقة ساحة الحرية في مايو ٢٠١١ : " أن محافظة تعز لا يوجد فيها أي تغيير لا بالكفاءة ولا بالشراكة وعلى المسؤولين في صنعاء اعادة النظر بتعز ".
وأضاف: "نحن نريد تغييراً جذرياً في المحافظة يلبى اهداف الثورة ويحدد لتعز موقعها، كونها قدمت الكثير من التضحيات".
ودعا المخلافي محافظ محافظة تعز شوقي احمد هائل إلى النزول ولو لمرة واحدة ليصلي صلاة الجمعة في ساحة الحرية بمحافظة تعز كي يشعر الشباب أن الثورة جاءت بالجديد وأن هناك شيء ايجابي.
وكشف المخلافي عن اسرار حربه مع القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح مشيرا إلى أنهم كانوا يشترون السلاح بربع ثمنه من قوات الجيش التابعة لنظام صالح.
ونفى المخلافي اقتحامه لأي معسكر وقال: "لم نقتحم أي معسكر وكنا نشتري هذه الأسلحة من قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي واللواء ٣٣ السلاح فكانت تلك القوات بدل من أن تقاتل الثوار تقوم ببيعها للثوار".
واعتبر أن الذكرى الثانية لقيام ثورة ١١ فبراير التي تحلّ قريباً عظيمة وكبيرة ولا يمكن أن تمحى من ذاكرتنا وذاكرة أبنائنا ونسائنا وستظل مناسبة عظمية للأجيال القادمة، مشيراً إلى أن "تعز قدمت للثورة الكثير حيث تتصدر تعز في التضحيات من أجل الوطن أكثر من أي محافظة أخرى وتعز إلى الآن لم تجنِ أهداف الثورة وليس هناك أي نتائج ملموسة وإيجابية على أرض الواقع، حيث لا تغيرات ولا محاكمة للقتلة أو حتى إبعادهم من مناصبهم".
ولفت إلى أن هناك سلبية من قبل قيادات اللقاء المشترك "ولا أدري ما الذي أصابهم لا أنهم تركوا الشباب لمواصلة ثورتهم ويقومون بالتصعيد السلمي كما كان واعتقد أن هناك اتفاقيات في صنعاء كانت سببا في شل حركة الشباب، الذين بدأون يشعرون أن شهدائهم ودمائهم ومحبيهم ضاع هباءا ,وهو ما جعلهم شبه محبطين ومع ذلك الشباب قادرين على استعادة ثورتهم مرة أخرى وبزخم أكبر مما كان عليه".
وتفاءل الجميع بقدوم أحد أبناء المحافظة على أمل أن تحظى تعز بإدارة متمكنة بحيث لا تكرر سلبيات المحافظين السابقين لاسيما وأن المحافظ ذو ثراء ما جعل الأمل يتضاعف في أن تصبح تعز نموذجا لبقية المحافظات.
ورأى أن المغزى من إطلاق حملة "عائدون للتغيير" للمطالبة بتحقيق اهداف الثورة والمطالبة برحيل المحافظ يعود لما خرجوا كونهم أدرى لماذا خرجوا ولا أظن أنها للإصلاح لان هناك مشاركين من الشباب وبقية الأحزاب الأخرى ولكن ليس بقدر الإصلاح.
وعن الكلام عن فشل المحافظ، قال المخلافي "نسمع هذا من خلال الضجيج في الإعلام ومع ذلك لا يتحمل المحافظ الوزر لوحده، بالفعل ليس هناك أي تغيير الآلية التي تدير المحافظة هي نفسها قبل الثورة وبعدها وهناك ناس حول المحافظ قد يكونوا مستشارين مخطئين له لأنهم لا يريدون له النجاح"، موضحاً موقفه من بقاء المحافظ بالقول "أنا مع تحديد لقاءات لأحزاب اللقاء المشترك والقيادات الشبابية والمجالس الثورة مع محافظ المحافظة من أجل الخروج بنتائج إيجابية تخدم تعز ومصلحتها".
وعندما سُئل عن إجتماع المحافظ مع قيادات اللقاء المشترك حيث أوضح لهم أن التغيير وفق الكفاءة وليس الشراكة والتوافق، ضحك الشيخ قائلاً "لا يوجد حتى الآن أي تغيير لا بالكفاءة ولا بالشراكة، نحن نريد تغييراً جذرياً نريد رؤية أهداف الثورة تحقق في تعز كي تحدد موقعها، أقل شيء من أجل ما قامت به من تضحيات من أجل التغيير".
وقال أنه لا يوجد هناك أي تفسير واضح عن سر تمسك المحافظ شوقي هائل ببعض القيادات التي تطالب الثورة برحيلهم، مضيفاً "لكن الواقع الراهن يستوجب أيضا على القيادات في صنعاء ممثلة برئيس الجمهورية والوزراء إعادة النظر بتعز وهم على إطلاع بالتقارير التي ترفع إليهم من الدولة ومنظمات المجتمع الدولي مما يستوجب عليهم المشاركة بالتغيير في تعز".
وأكد على أننا "لا نريد أن نسمع أي كلمة تمس المحافظ بسوء وأيضا أسرة بيت هائل التي هي على علاقة طيبة مع الجميع، ونصيحتي للمحافظ وقبل فوات الأوان أن يجمع الناس الذي لهم اعتبار في تعز من قيادات حزبية وشبابية ووجهات وكل المؤثرين في المجتمع ويتخذون قرارات تلبي أهداف الثورة التي ضحى من أجلها الشباب بدمائهم وأرواحهم"، متمنياً "على الأخ المحافظ شوقي احمد هائل أن ينزل ولو لمرة واحدة ليصلي الجمعة في ساحة الحرية بتعز كي يشعر الشباب أن الثورة جاءت بالجديد وأن هناك شيء إيجابي".
ورأى أن "المطلوب من المحافظ الآن ابعاد من تلطخت أيديهم بدماء الشباب والفاسدين من مناصبهم ،على الأقل يشعر الناس أنهم حصلوا على شيء في تعز، خاصة وأن الفترة الانتقالية على وشك الانتهاء".
حماة الثورة والدفاع عن المدينة
· إذا ما عدنا بالذاكرة إلى الأحداث التي شهدتها تعز ابان ثورة ١١ فبراير وبصفتك أحد قيادات حماة الثورة .. هل لنا بمعرفة الجهات التي كانت تمدكم بالسلاح للدفاع عن تعز؟
- كل بيت وفيها سلاح ومتمثل بالذخائر والكلاشينكوف وهذه التي نمتلكها وبها دافعنا عن أعراضنا وأنفسا بكل ما استطعنا من قوة وذلك حين تم ضربنا واستهدافنا إلى بيوتنا وحارتنا من قبل الآلة العسكرية التي تمتلكها قوات الحرس واللواء ٣٣ والأمن.
نحن كنا في وضع المدافع والحمد لله الذي وفقنا بعدما اضطررنا للدفاع عن أنفسنا بعد محرقة ساحة الحرية وقبلها – وكما تعلمون – لم تطلق حتى رصاصة مسدس حتى يوم الجمعة التي أعقبت محرقة ساحة الحرية .
· التساؤل الذي قد يطرأ كيف استطاع المدافعين على الثورة الانتصار على الدبابات والمدافع والأسلحة الثقيلة التي كانت تمتلكها القوات الموالية لنظام الرئيس السابق ؟
- في الحقيقة أن الحق غلاب دائما وعندما تكن صاحب حق لا شك أنك ستنتصر كونك صاحب هدف ولا يثنيك شيء عن تحقيقه ولكي نكن منصفين أيضا كان الكثير من أفراد الحرس والأمن المركزي واللواء ٣٣ لا يريدون قتل أبناء شعبهم وهذا ما ساعدنا كثيرا وإن كان هناك قلة من "البلاطجة" الذين يقتلون أبناء المدينة .
· من أين كان يأتيكم الدعم المادي هل كانت هناك جهة ممولة ؟
- لا يوجد أي جهة ممولة وإنما تعاون من قبل بعض الأصدقاء ومن الشباب أنفسهم وأحيانا كان حماة الثورة يحصلون على بعض الأسلحة والذخائر التي كانت تباع لهم بربع قيمتها من قبل أفراد وضباط وقادة بعض المعسكرات .
· وبعضها كنتم تحصلون عليها من خلال اقتحام بعض المعسكرات ؟
- لم نقتحم أي معسكر وكنا نشتري هذه الأسلحة ، كان يومها الدولة تصرف لقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي واللواء ٣٣ السلاح والذخائر وبدل من القتال بها كما هي التوجيهات كان يتم بيعها للثوار ومن خلال فارق السعر كان حماة الثورة يدعمون أنفسهم بأنفسهم .
· أنت تجزم أن الدعم المادي لحماة الثورة كان يأتي من قوات النظام السابق من خلال المتاجرة بالأسلحة؟
- نعم والحمد لله وبعض هذه الأسلحة استخدمت للدفاع عن النفس ولم تطلق أي رصاصة واحد إلا للضرورة الملحة وهي الدفاع عن النفس .
· هل سقط شهداء من المدافعين عن الثورة بتعز وكم يبلغ عددهم ؟
- نعم سقط شهداء ويتجاوز عددهم ١٠٠ شهيدا .
· من يعول أسر هؤلاء الشهداء ؟
- هناك تعاون من قبل أهل الخير والجمعيات الخاصة وتعيش بعض الأسر ظروف صعبة ,, والمفترض أن يتم تكريم والاهتمام بهذه الأسر لأن شهدائهم هم أشعلوا الثورة بدمائهم وإن شاء الله تحقق الأهداف التي سقطوا من أجلها .
· هل للدولة أي دور في الاهتمام بأسر الشهداء ؟
- لا يوجد أي دعم أو اهتمام حتى الآن وكلها مجرد وعود وأخبار تنشر بالرغم من تفهم الجانب الحكومة على أساس أن الاهتمام بهم كما هو مقرر .
· هل كنتم على تواصل مع اللواء علي محسن الأحمر؟
- كان التواصل أحيانا.
· هل كانت تأتيكم أي توجيها منه بخصوص تنفيذ بعض العمليات ؟
- لا يوجد تنفيذ لأي عمليات وكان موقفنا دفاع كما أسلفت، وكان تواصل اللواء علي محسن يقتصر على النصيحة بعدم إراقة الدماء واتخاذ مواقف الدفاع في كل الظروف .
الثورة والانفلات الأمني
· إذا ما انتقلنا إلى المرحلة الثانية من بعد الثورة والمتمثلة بالانفلات الأمني واتهماكم شخصيا بدعم المسلحين لإثارة الفوضى ؟
- إذا حضرت حفلة عرس لا شك أن كل المدعوين لن يخرجوا بانطباع إيجابي موحد فكل له وجهة نظره ، فكيف بأحداث تتعلق بثورة ، وكل الدلائل تشير إلى أن هناك تخطيط مسبق لزعزعة الأمن والاستقرار في تعز من قبل بعض الأطراف الأخرى ومن ثم كيل التهم لحماة الثورة والذين هم بريئيين من ذلك ، فمنطق العقل لا يتقبل أن الثائر الذي وهب نفسه وروحه وماله فداء للوطن يمكن له أن يتحول إلى قاطع طريق.
وأعمال النهب والسلب كانت منظمة في محاولة لإخماد الثورة وقد تم القبض على العديد من هؤلاء الناس بمساعدة حماة الثورة وإيداعهم البحث الجنائي والجهات المختصة من خلال نتائج التحقيق اتضحت الكثير من الأمور .
· نفهم أنكم شاركتهم في القبض على العصابات الخارجة عن القانون ؟
- كانت هناك ملاحقة لهم وكان بعضهم من وحدات عسكرية.
· هل كانوا بلباسهم العسكري أم المدني ؟
- بعضهم كان بزيه العسكري وآخرين بالمدني وكانت هناك قيادات عليا في المحافظة تشجعهم وتدعمهم على القيام بمثل هذه الأعمال .
· يعني الدعم مقابل إقلاق السكينة العامة ؟
- نعم والتحقيقات كشفت عن أشياء كثيرة وموجودة في السجلات الأمنية بالمحافظة وكما هو ملاحظ أن مظاهر الانفلات الأمني برزت بمجرد ما سلمنا المواقع كانت تخضع للحماة الثورة ،حيث انتشرت ظاهرة القتل والثارات وسرقة السيارات والتقطعات والكثير من المشاكل .
· الواقع يقول لا زالت بعض هذه المظاهر موجودة حتى الآن ؟
- لنا صيحات ونداءات ولقاءات في هذا المجال وكان أبرزها في آخر رمضان حيث اتفق الجميع على ميثاق الشرف , ووقعنا جميعنا على استتابة الأمن بالمحافظة والقضاء على المظاهر المسلحة , وإلى الآن ونحن نطالب بالنزول الميداني المستمر لقوات الأمن وبالذات المناطق التي يتواجد فيها المسلحون مثل عصيفره وشارع الأربعين وغيره ..مطلبنا النزول والبقاء وليس المرور فقط بما يفرض هينة الدولة ويعيد للقانون سلطته .
· ما هو تقيمك للمستوى الأمني في وقته الراهن ؟
- بالنسبة للأمن في محافظة تعز إلى الآن مشلول.
· الحملة الأمنية الأخيرة لم تفي بالغرض ؟
- شبه نجاحه وذلك بتعاون الجميع من أبناء المحافظة ونحن نريدها أكثر حزما حتى يعم القانون كل أرجاء تعز.
لجنة المشائخ:
· بالعودة إلى ميثاق الشرف الصادر آواخر رمضان العام الماضي من ضمن بنوده لجنة استشارية من المشائخ .. لماذا تم الاعتراض عليها والخروج بمسيرات ؟
- الاتفاق يقضي أن يكون هناك تعاون من قبل الجميع في حل مشاكل وقضايا الناس في تعز بما في ذلك المشائخ، ولكن بدون تسميات أو قرار رسمي بحيث تحل القضايا العالقة في المدينة ثم المديريات ويتم الاستعانة بمن لديه مفتاح الحل ، وليس بالضرورة يكون شيخ مثلا قد يكن دكتور أو إعلامي ،وبالتالي كان الاعتراض على عودة المشيخة بقرار في الوقت الذي ينشد فيه الجميع الدولة المدنية .
خمسة مليون بدل ٢٠٠ مليون لكل شهيد:
· ما حكاية ٢ مليار ريال التي تم عرضها عليك من قبل صالح قبل محرقة ساحة الحرية ؟
- ما حدث وللأسف قبل ٤ أشهر صدرت مذكرة من رئيس الجمهورية موجهة إلى وزير المالية ومنه إلى محافظ محافظة تعز باعتماد مبلغ ٥ مليون لأسرة كل شهيد . ظاهرها أنها تعويض وهي بالأساس تنازل من قبل اولياء الدم .
وقبل المحرقة عرض علينا من مليار إلى ٢مليار (خمسة مليون دولار، عشرة مليون دولار) من قبل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بواسطة ناس من ذوي الوجاهات في تعز مقابل صرفها للشهداء والجرحى وكان حينها الشهداء لا يتجاوزون عشرة وعدة جرحى .
· على أساس ١٠٠ مليون لكل شهيد؟
- ٢٠٠ مليون لكل شهيد ومع ذلك رفضنا حتى التحاور في هذه الموضوع واليوم هناك من يفاوض أسر الشهداء على ٥ مليون ريال (عشرين الف دولار).
المشهد اليمني
· ماهي قراءتك للمشهد اليمني مستقبلا ؟
- الفضل بعد الله تعالى يكمن في الحوار الوطني الجاد ومن خلال جلوسي في القاهرة مع الرئيس علي ناصر محمد والعديد من إخواننا من ابناء الجنوب تم مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بمستقبل اليمن حيث يتفق الجميع على الحوار بشرط إعادة المظالم إلى أهلها في الجنوب وخاصة المنهوبة رغم أننا في تعز تعرضنا للنهب والسلب ربما أكثر منهم .
· ما موقفكم من قانون العدالة الانتقالية المعدل يمنح القاتل بموجب المبادرة الخليجية الحصانة ويجرم المدافعين عن الثورة ؟
- موقفنا واضح كما عبر بذلك اللقاء المشترك وبما يتناسق مع مطالب شباب الثورة في عموم محافظات الجمهورية .
· هل تتوقع التمديد للرئيس هادي بعد انتهاء الفترة الانتقالية ؟
- لا أتوقع التمديد لان الفترة سنتين كافية وعلينا جميعا أن نعمل من أجل الوطن بهمه وضمير بحيث تكن مصلحة الوطن فوق كل شيء .
· ما توقعك للمستقبل ؟
- المستقبل القادم يبشر بخير كثير لأبناء اليمن بمشيئة الله تعالى فاليمن لديها الكثير من الثروات التي تكفي جميع أبناء اليمن والأجيال المتعاقبة وبما يغني الوطن عن مد يده للأشقاء والأصدقاء .
· من خلال زيارتنا أدركنا انشغالك المتواصل لحل قضايا الناس الذين يعج بهم ، ما سر القبول الشعبي للشيخ حمود المخلافي بين الناس ؟
- الناس يأتون إلينا ونحن نتفرغ لهم ولحل مشاكلهم ونبذل الكثير من الجهد في ذلك وكنا في الأول نحل القضايا من بعد الظهر حتى المغرب وبعدها من بعد صلاة الفجر حتى المغرب والان وكما وجدتهم من الفجر حتى آخر الليل ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لما فيه الخير للجميع .