الرئيسية / من هنا وهناك / فنيون يعملون 24 ساعة لحماية كسوة الكعبة من احتكاك الطائفين
فنيون يعملون 24 ساعة لحماية كسوة الكعبة من احتكاك الطائفين

فنيون يعملون 24 ساعة لحماية كسوة الكعبة من احتكاك الطائفين

18 يناير 2013 09:35 مساء (يمن برس)
في وقت تتعرّض فيه كسوة الكعبة المشرّفة لاحتكاك الطائفين وتعلّقهم بها، خصّصت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام عاملَيْن فنيَّيْن يعملان على مدار الساعة لترميم الكسوة وإصلاح ما يعتريها من عمليات تقطيع جزئي في أثناء الطواف..

وكشف لـ "الاقتصادية" الدكتور محمد باجودة مدير مصنع كسوة الكعبة المشرفة التابع للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، أنه تم تخصيص عاملَيْن فنيَّيْن يتواجدان طوال اليوم بجوار الكعبة، بهدف ترميم الكسوة وإصلاح ما قد يعتريها من عمليات تقطيع جزئي من قبل بعض الزوّار والمعتمرين أثناء الطواف.

وقال باجودة: "إن المصنع لا يكتفي بصنع وحياكة كسوة الكعبة المشرفة وتلبيسها في التاسع من ذي الحجة في كل عام بل إن هناك اثنين من الفنيين التابعين له يتواجدان على مدار 24 ساعة بالقرب من الكعبة المشرفة لمراقبة ثوب الكعبة على مدار الساعة، والتأكد من سلامته من التشققات والتمزقات التي يتعرض لها من جراء احتكاك الطائفين وتعلقهم به من جهة، وبسبب تعرض الكسوة للشد من قبل بعضهم"، مبينا أنه فور ملاحظة الفنيَّين بعض التشققات يهرعان إلى ترميم الجزء المتضرر من ثوب الكعبة على وجه السرعة حتى لا يتفاقم الشق والتمزق وتتسع رقعة الضرر".

وأضاف باجودة "أما بالنسبة للأجزاء الأكثر تعرضا للضرر في ثوب الكعبة فإن الجزء الواقع حول الحجر الأسود وباتجاه باب الكعبة هو أكثر الأجزاء تضررا، ومتى ما رصد الفنيان أي ضرر تتم معالجته فورا دون الرجوع للمصنع بل إن لديهما الإمكانات المتوافرة في المسجد الحرام التي تمكنهما من إنجاز تلك المهام في أسرع وقت، كما أنه سيتم دعم الفنيَّين بآخرَين بحيث يصل عددهم إلى أربعة فنيين متخصصين في حياكة ثوب الكعبة، ومن المهرة ذوي الخبرة في هذا المجال على أن يكون تواجدهم على مدار 24 ساعة يتفقدون الكسوة بشكل مستمر".

وبيّن أنه متى كان الجزء المتضرر لا يمكن إصلاحه بطريقة الترقيع والإصلاح يتم استبدال الجزء بالكامل وعلى مدار محيط الكعبة وبارتفاع مترين، وأن هذا الإجراء يكون في العادة كل 3 - 4 أشهر أو متى ما استدعى الأمر ذلك لاستبدال الجزء المرقع بآخر جديد تتم حياكته على وجه السرعة في مصنع كسوة الكعبة المشرفة ولا ينتظر للعام المقبل ليستبدل يوم 9 من ذي الحجة.

وحول أسباب تمزق كسوة الكعبة المشرفة وتعرضها للضرر قال مدير مصنع كسوة الكعبة: "إن أغلب الزوار من المعتمرين والحجاج يحرصون على الالتصاق بثوب الكعبة بشكل مباشر سواء بأجسادهم أو الإمساك به بأيديهم وهذه الحركة من قبل الألوف بشكل يومي تؤدي إلى تعرض بعض الأجزاء إلى التلف والضرر والتمزق، كما أن بعضهم يعتقد في اقتناء قطعة من ثوب الكعبة ما يدفعه لتمزيق جزء لأخذه كنوع من التبرك".

وتصنع كسوة الكعبة المشرفة من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود، وتتكون من خمس قطع تغطي كل قطعة وجها من أوجه الكعبة، أما الخامسة فهي الستارة التي توضع على باب الكعبة ويتم توصيل القطع الأربع مع بعضها البعض.

ويتكون الثوب من 47 طاقة قماش طول الواحدة 14 مترًا وبعرض 95 سنتيمترا وتبلغ تكاليف الثوب الواحد نحو 20 مليون ريال سعودي، تشمل تكلفة الخامات وأجور العاملين والإداريين وكل ما يلزم الثوب، ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترًا ويوجد في الثلث الأعلى من هذا الارتفاع حزام الكسوة بعرض 95 سنتيمترًا وهو مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية ومحاط بإطارين من الزخارف الإسلامية ومطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب، ويبلغ طول الحزام 47 مترًا ويتكون من 16 قطعة، كما تشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة المصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص ويبلغ ارتفاعها سبعة أمتار ونصف المتر وبعرض أربعة أمتار مكتوب عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية ومطرزة تطريزاً بارزاً مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب وتبطن الكسوة بقماش خام وتوجد ست قطع آيات تحت الحزام وقطعة الإهداء و11 قنديلاً موضوعة بين أضلاع الكعبة ويبلغ طول ستارة باب الكعبة 7.5 متر بعرض أربعة أمتار مشغولة بالآيات القرآنية من السلك الذهبي والفضي.

وعلى الرغم من استخدام أسلوب الميكنة فإن الإنتاج اليدوي ما زال يحظى بالإتقان والجمال الباهر، إذ يتفوق في الدقة والإتقان واللمسات الفنية المرهفة والخطوط الإسلامية الرائعة وتكتسي الكعبة المشرفة في التاسع من ذي الحجة ثوبها الجديد الذي تم تصنيعه في مصنع الكسوة في أم الجود في مكة المكرمة لتزدان به بدلاً من الثوب القديم، وهي عادة تتم كل عام حسب التقويم السنوي الهجري الإسلامي ويتم استبدال الثوب في احتفال إسلامي تنظمه الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين يحضره الرئيس العام لها وكبير سدنة المسجد الحرام وعدد من المسؤولين السعوديين.
شارك الخبر