الرئيسية / شؤون دولية / خطوط حمراء أمريكية على دخول الجزيرة الإنجليزية
 خطوط حمراء أمريكية على دخول الجزيرة الإنجليزية

خطوط حمراء أمريكية على دخول الجزيرة الإنجليزية

16 يناير 2013 07:25 صباحا (يمن برس)
ترويض قناة الجزيرة الإنكليزية بدأ بتلقينها "الخطوط الحمراء" الأمريكية، وعلى الأرجح سينتهي بها الأمر أقرب إلى شبكة سي إن إن التي يعتبرها كثيرون مجرد قناة للعلاقات العامة في خدمة الإدارة الأمريكية وحروبها.

بدأت الضغوط على دخول قناة الجزيرة الإنكليزية من لحظة إعلان شرائها لشبكة كارنت من خلال قيام تايم ورنرعن تقديم قناة  كارانت في باقة برامجها، وتراجعت تايم ورنر عن ذلك لاحقا إلا أن الجزيرة أدركت الجو المعادي لدخولها ذلك السوق.

وتصدر اسم مهين لقناة الجزيرة وهو "شبكة الإرهاب" عناوين الشبكات الأمريكية وهو قناة الإرهاب. فمن اليمين المتطرف مثل الإعلامي المحافظ رش ليمبو، وحتى شبكة سي إن إن بادرت في عنوان لها بالتذكير بلقب الجزيرة القديم'terror network,'.

أما من الجانب السياسي، فلا شك أن واشنطن تدرك أن السلاح الأمضى هو الإعلام ولا يمكنها أن تحتمل ما يثير الجدل بالطريقة التي تتبعها قناة الجزيرة الإنكليزية التي تنال إشادة عالمية بحرفيتها، (والتي لا تنسحب على القناة العربية غالبا).

فالإعلام الأمريكي له خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها وأهمها عدم تسمية الأمور بأسمائها الحقيقية، كما ظهر مؤخرا بتغيير نيويورك تايمز لعنوان وردت فيه عبارة الاحتلال الاسرائيلي، وسارع القائمون على الموقع "بتلطيفه" لتجنب عبارة احتلال وعادة يتم استبدال كلمة الاحتلال الاسرائيلي وتحويلها إلى "استحواذ" كما تفعل قناة سي إن إن، التي قطعت البث المباشر قبل سنوات عندما "أخطئ" مذيعها المخضرم جيم كلانسي وقال هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل! وعاد بعد دقائق لإعادة التقرير مع استخدام عبارة Siezed، بدلا من كلمة الاحتلال ذاتها.

ما ينطبق على الخطوط الحمراء الامريكية في الحديث، ينسحب على الصور ولقطات الفيديو التي يمكن أن تبثها الجزيرة ويمكن أن "تجرح" مشاعر اللوبي الأمريكي والمتعاطفين مع الصهيونية. وها هي الصحفية جيري سبيلر تقولها صراحة في مقال لها بعنوان "هل الجزيرة مزعجة جدا للمشاهد الأمريكي" وتجيب على السؤال في العنوان بالإيجاب في أول كلمة لها في المقال. وتقول عن سر ممانعة دخول الجزيرة، يبدو أننا لا نرغب بمشاهدة ما يخالف صور الولايات المتحدة بأبهى صورها، ولا نريد فعلا مشاهدة ما يحصل فعلا في الميدان ومشاهد الحرب، نريد فقط السماع عن الضحايا وما يقوم به الإعلام الأمريكي من "تعقيم" للحرب والعنف والمشاهد الوحشية، نكتفي بسماع أرقام الضحايا الذين يسقطون ولا نريد مشاهدة الموت والدمار.  وبدلا من الحديث عن  فضيحة التعذيب سجن في أبو غريب العراقي ابتكروا لنا عبارة " الاستجواب المعزز" بدلا من تسميته باسمه الصحيح وهو التعذيب.

أما وجبتنا من أخبار العالم فنحن نفضلها عبر بي بي سي بعد "تنقيتها"  من خلال الشبكة الوطنية الأمريكية NPR.

ويسهل التلاعب بسوق الإعلام من خلال استنفار شعبي مصطنع يقوم به اللوبي الصهيوني بتجنيد اللآلاف للشكوى من أي شيء يعتبرونه مسيء للكيان الإسرائيلي أو حتى للمشاعر الوطنية الامريكية التي لا تحتمل سوى المديح والنصر والتفوق الأخلاقي والحضاري والعلمي.

لا يكتفي الإعلام الأمريكي بمراعاة اللوبيات السياسية، فهناك المصالح التجارية لكبرى الشركات الأمريكية التي لا تحتمل أي تأثير يهدد مصالحها فالديمقراطية في الولايات المتحدة هي حرية مطلقة للشركات ومصالحها على حساب كل شيء آخر. فهل وصلتهم الرسالة التي تتضمن كامل الخطوط الحمراء الأمريكية ؟
شارك الخبر