الرئيسية / شؤون دولية / الغضب يلف الهند عقب وفاة «ضحية الاغتصاب»
الغضب يلف الهند عقب وفاة «ضحية الاغتصاب»

الغضب يلف الهند عقب وفاة «ضحية الاغتصاب»

30 ديسمبر 2012 05:30 صباحا (يمن برس)
عمّت مشاعر الغضب أرجاء الهند، أمس، إثر الإعلان عن وفاة الفتاة الهندية التي تعرضت لاغتصاب جماعي قبل أسبوعين في مستشفى بسنغافورة، ما أشعل موجة من التظاهرات المنددة بفشل أجهزة الدولة في بسط الأمن، فيما نعاها الرئيس براناب موخيرجي، ورئيس الحكومة مانموهان سينغ، وسط إجراءات أمنية مشددة تحسباً لاحتجاجات.

وتوفيت الفتاة، التي لم يكشف عن هويتها حتى الآن، من جراء فشل وظائف العديد من أجهزتها الحيوية بإحدى مستشفيات سنغافورة، حيث نقلت الأسبوع الماضي لتلقي العلاج عقب الاغتصاب الجماعي الذي تعرضت له في 16 ديسمبر الجاري. وقال المدير التنفيذي لمستشفى «مونت إليزابيث» كلفن لوه، إثر إعلان وفاة الفتاة، فجر أمس: «كانت شجاعة في كفاحها من أجل البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة رغم الفرص الضعيفة للحياة، إلا أن الصدمة كانت شديدة ولم يتحملها جسدها».

وتعرضت الطالبة، التي كانت تدرس الطب، للاغتصاب لأكثر من 40 دقيقة في حافلة متحركة بنيودلهي على يد مجموعة من الرجال. وتعرضت للضرب هي ورفيقها بقضبان حديدية، كما جرى تجريد رفيقها من ملابسه وألقي خارج الحافلة. وقال ناطق باسم الداخلية الهندية أن تهمة القتل وجهت إلى ستة أشخاص على صلة بالحادث، بينهم قائد الحافلة.

نعي رسمي
من جانبه، قال سفير الهند لدى سنغافورة، تي سي ايه راجافان: إن طائرة مستأجرة أعادت جثة الفتاة وأسرتها إلى الهند، قائلاً: «إن أسرة الضحية محطمة، حيث وجب أن أقول إنها تحملت العملية برمتها بقدر كبير من الثبات والشجاعة». وفي بيان منفصل، وصف الرئيس الهندي براناب موخيرجي الفتاة الضحية بـ«البطلة». وقال: «أشعر بالأسى الشديد بسب النهاية المؤسفة لهذه الفتاة الشجاعة التي كافحت حتى اللحظة الأخيرة من أجل كرامتها وحياتها». وتابع: «دعونا نعقد العزم على ألا يذهب موتها هدراً. سنقوم بكل ما هو ممكن لضمان ألا يتكرر مثل هذا الحادث».

كذلك، قال رئيس الوزراء مانموهان سينغ في بيان تأبين: «أود أن أقول للأسرة والأمة، إنها ربما فقدت معركتها من أجل الحياة، لكن الأمر متروك لنا جميعاً لضمان ألا تذهب وفاتها سدى». وحذر سينغ: «شهدنا بالفعل المشاعر التي ولدها هذا الحادث.. إذا تمكنا من توجيه هذه المشاعر والطاقات إلى مسار عمل بناء، فسيكون هذا تكريماً حقيقياً لذكراها»، في إشارة إلى موجة التظاهرات الغاضبة التي عمت أرجاء الهند على مدى الأيام الماضية.

تظاهرات صامتة
وعقب نبأ الوفاة، انتشرت قوات الشرطة بكثافة وسط العاصمة الهندية نيودلهي، وضربت طوقاً أمنياً حول منطقة تخضع لإجراءات أمنية مشددة تحسباً لاندلاع تظاهرات. وقالت الشرطة: إنه تم إغلاق الطرق المؤدية إلى النصب التذكاري «بوابة الهند»، وأيضاً عشر من محطات قطار أنفاق نيودلهي. وقال الناطق باسم الشرطة راجان باجات: إنه «يمكنه تنظيم تظاهرات احتجاج في موقعين محددين». وأضاف «أناشد الناس التزام الهدوء والسلمية».

وأثارت هذه الجريمة تظاهرات في العاصمة خلال الأيام الـ 12 الماضية. وكانت تظاهرات العنف ضد الجريمة الأحد الماضي أسفرت عن إصابة 100 شخص ووفاة أحد رجال الشرطة.

وتجمع آلاف الأشخاص في موقع «جانتار منتار» في العاصمة، حيث شرع البعض في الصلاة في صمت، في حين ردد البعض الآخر شعارات تطالب بتحقيق العدالة.

يشار إلى أن المكتب الوطني لسجلات الجريمة سجل 24206 حالات اغتصاب جرى الإبلاغ عنها في عام 2011. كما سجلت شرطة نيودلهي 635 حالة في العاصمة، لكن الغالبية العظمى من حالات الاغتصاب لا يتم الإبلاغ عنها. وشكلت الحكومة لجنة برئاسة قاض متقاعد لدراسة سبل منع الجرائم ضد المرأة، وكيفية معاقبتها.
شارك الخبر