قالت إحدى البرقيات التي كشف عنها موقع «ويكيليكس» الصادرة من السفارة الأميركية إلى وزارة الخارجية في واشنطن، إن عاموس يدلين، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، قال خلال عام 2007 وقبل سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، إنه سيكون سعيدا إن فرضت حماس فعلا سيطرتها على قطاع غزة. وبعث البرقية الثانية ريتشارد جونز نفسه الذي كان التقى يدلين قبل أيام من سيطرة حماس.
وحسب البرقية التي بعث بها السفير ريتشارد جونز، فإن يدلين يعتقد أن سيطرة حماس على غزة ستتيح لإسرائيل التعامل مع القطاع «ككيان عدو». وردا على تعقيب السفير الأميركي بأن ذلك سيحصر سيطرة الرئيس الفلسطيني في الضفة الغربية فقط، قال يدلين: «إن سيطرة حماس على القطاع ستتيح لإسرائيل إمكانية التعامل مع الحركة كتنظيم (أقل من دولة)، وفي المقابل فإنها (إسرائيل) ستتعاون مع حركة فتح في الضفة الغربية». إلى ذلك، نفت حركة فتح اتهامات وردت في وثيقة أميركية نقلها موقع «ويكيليكس» أمس، أن تكون قد طلبت من إسرائيل مساعدتها في مواجهاتها مع حماس في غزة في يونيو (حزيران) 2007، التي انتهت بسيطرتها على غزة. وقالت فتح في بيان، إن أقوال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك»، يوفال ديسكن، في هذا الشأن باطلة جملة وتفصيلا. وأضافت أن «أيا من أعضائها لم يطلب من سلطات الاحتلال مثل هذا الطلب لأنه بكل بساطة يتنافى مع مبادئ الحركة والقيم الوطنية الحاكمة لعمل ومهام مناضليها في مواقعهم».
وشددت الحركة على أنها لا تتعامل مع القضايا الوطنية الحساسة وفقا لوثائق يتم تسريبها، خاصة أن وثائق ومعلومات نشرها الموقع جوبهت بالنفي. وبحسب البيان فإنه «لا أسرار في مواقف الحركة، فكل مواقفها معلنة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تطلب النصرة من الاحتلال على طرف فلسطيني مهما كانت الظروف والنتائج»، معتبرة ما جاء في الوثيقة «تزويرا لمواقف الحركة الحقيقية ومؤامرة مكشوفة من أجهزة الاستخبارات والأمن الإسرائيلية لزيادة شق الخلاف في الواقع الفلسطيني».
وتعود البرقية إلى 13 يونيو 2007، أي قبل سيطرة حماس بيوم على القطاع. ونقلت عن ديسكن وصفه أجهزة أمنية بالسلطة، في غزة أثناء الاقتتال مع حماس، بأنها «يائسة وغير منظمة وتعاني من تدني الروح المعنوية»، مضيفا «أنها تقترب من وضع الصفر، من وضع لا يمكن الانتصار فيه، وهم يطلبون منا مهاجمة حماس. هذا تطور جديد. لم نر هذا من قبل». وكان ديسكن قد قال ذلك للسفير الأميركي الذي بعث فحوى الكلام ببرقية سرية إلى واشنطن. وجاء في حديث ديسكن، «أن جهاز أمن السلطة الفلسطينية يطلع إسرائيل على كل معلومات المخابرات التي يجمعها تقريبا. وأنهم يدركون أن أمن إسرائيل أمر محوري لبقائهم في الصراع مع حماس في الضفة الغربية».
واستغلت حماس الوثيقة، لتؤكد اتهاماتها المستمرة للسلطة بالتعاون مع إسرائيل ضد الحركة في غزة والضفة الغربية. وقال سامي أبو زهري، أحد المتحدثين باسم حماس، «إن المعلومات التي تضمنتها وثائق موقع (ويكيليكس) حول حجم التعاون الأمني بين الاحتلال الصهيوني والسلطة في رام الله، معلومات خطيرة تعكس حجم التآمر والتعاون الأمني بين الجانبين». وأضاف أبو زهري، أن «هذه المعلومات تمثل أدلة جديدة على تورط سلطة رام الله في الحرب على غزة، وعلى استمرار تعاونها الأمني مع الاحتلال للقضاء على حماس وجناحها العسكري كتائب القسام من خلال أجهزتها في الضفة، وبعض مجموعاتها في غزة».