الرئيسية / شؤون دولية / كيف يحمي ويكيليكس وثائقه؟
كيف يحمي ويكيليكس وثائقه؟

كيف يحمي ويكيليكس وثائقه؟

21 ديسمبر 2010 02:42 مساء (يمن برس)
الشفافية تستوجب السرية" هكذا بدأت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية مقالها الذي تكرسه للتقنيات التي يستخدمها موقع ويكيليكس في حماية وثائقه من هجمات القراصنة الموالين لأعدائه الذين غالبا ما يتبعون الحكومات طالما أن شعار الموقع هو "نحن نكشف الحكومات". وتقول الصحيفة إن الموقع الذي ينادي بشفافية تداول المعلومات، يعتمد تقنية تور للخدمات السرية وهي تقنية غاية في السرية والانغلاق تزوده بها أعرق الشركات العالمية في مجال سرية المعلومات "تور بروجيكت" وهي مؤسسة غير ربحية تنشط في مجال إخفاء الأسرار على شبكة الإنترنت. شبكة أنفاق نظام تور للخدمات السرية يمكن تشبيهه بشبكة أنفاق افتراضية على غرار شبكة الأنفاق الرومانية القديمة المعروفة بتشعبها وتعقيدها، وهي تقنية من شأنها إخفاء مصادر ومسار المعلومات، وبالتالي تبقي هوية العميل أو المستخدم تحت غطاء من السرية الصارمة. مختبر البحرية الأميركية أعلن عن إنشاء "تور بروجيكت" عام 2001 في مؤتمر للشؤون الأمنية عقد في كاليفورنيا بالولايات المتحدة. تقول الصحيفة إن الشركة شهدت توسعا ملحوظا العام الماضي بعد استلامها مساعدات حكومية وغير حكومية. وتشير الإحصائيات إلى أن برامجها قد تم تنزيلها 36 مليون مرة هذا العام وتقدم لها آلاف المتطوعين المجهولين الهوية، في مسعى لنشر تقنيات "تور بروجيكت" المتطورة في كافة أنحاء العالم. ويستخدم ناشطو السلام وجماعات حقوق الإنسان تقنيات "تور" كما هو الحال مع الصحفيين وبعض المهتمين والجيش. وتقنياتها المتقنة تمنع أيا كان من العبث مع مستخدميها. وعندما يأتي اتصال معين من "تور" لا أحد يستطيع أن يحدد من أين أو مِنْ مَنْ جاء الاتصال. مشروع عسكري وتشير نيويورك تايمز إلى أن "تور بروجيكت" ليس مشروعا إعلاميا أو مشروع حملة لحقوق الإنسان، بل إنه مشروع عسكري. المطور في "تور بروجيكت" جاكوب آبيلبوم يطوف أنحاء العالم لتوضيح طريقة عمل برامج شركته لجماعات حقوق الإنسان والناشطين في مجال الحريات والحقوق المدنية. وتنقل الصحيفة عن آبيلبوم، عندما يستخدم شخص ما نظام تور، فإنه يكشف فقط المعلومات التي يقوم بإدخالها، وليس مثل باقي النظم التي تنقل مع الرسالة كل معلومات المستخدم المتعلقة بحاسوبه. "شفرة تور" تقول نيويورك تايمز إن الشركة اخترعت ما يعرف "بشفرة تور" وهي نظام يعتمد على عدد هائل من نقاط الاتصال، بحيث لا يمكن أن تحتوي أي نقطة اتصال على كامل المعلومات، وبالتالي فإن السيطرة على نقطة أو عدة نقاط اتصال تصبح غير ذي جدوى. المعلومات التي تنقل باستخدام "شفرة تور" مشفرة منذ انطلاقها حتى وصولها إلى مقصدها، هذا بالإضافة إلى أن الطريق الذي تسلكه مجهول تماما نظرا لوجود عدد كبير من نقاط الاتصال وعدم وجود مسار تقليدي للمعلومات. وتعلق الصحيفة على طريقة عمل تور بالقول إن ما لا يعرف لا يمكن أن يتم العثور عليه حتى لو استخدمت أكثر طرق الاستجواب عنفا وأعقد وأحدث تقنيات جمع المعلومات الاستخبارية. يقول آبيلبوم "صحيح أن الحكومة تسيطر على القوة، ولكن القوة لا يمكنها حل مسائل علم الرياضيات". نيويورك تايمز تقدم آبيلبوم على أنه عالم وباحث في جامعة واشنطن ويبلغ من العمر 27 عاما، ولديه بعض التحفظات على الحكومات. وتقول الصحيفة إن آبيلبوم كان اعتقل عدة ساعات الصيف الماضي بأحد المطارات الأميركية من قبل عملاء مكتب التحقيقات الفدرالية وحققوا معه بشأن علاقته بويكيليكس ومديره جوليان أسانج. كما تطرق التحقيق إلى آراء آبيلبوم في حربي العراق وأفغانستان. تناقض حساب آبيلبوم على موقع تويتر ملئ بعبارات الدعم لويكيليكس وأسانج، لدرجة أنه يخشى من أن يتم القبض عليه على أساس وجود علاقة قوية بينه وبين الأخير. نيويورك تايمز تصف آبيلبوم على أنه واع تماما للتناقضات بين السرية والشفافية والبساطة والتعقيد، إلا أنه يؤكد أن تفكيره في تلك الأمور لا يمكن أن يبعده عن هدفه الأساسي وهو "الخصوصية". ويضيف آبيلبوم قائلا أليس من العجيب "أن أكون أحد داعمي موقع ويكليكس؟ أنا أكرس عملي من أجل الخصوصية والانطواء على المعلومات (بينما ويكيليكس ينادي بشفافية المعلومات) وأؤمن أن للناس حقا في الاحتفاظ بسرية معلوماتهم؟ وأؤمن بأنه كما يحتاج المرء إلى ستائر على شباكه لتحفظ خصوصيته، فإنه يحتاج إلى ستائر افتراضية لتحمي خصوصية بريده الإلكتروني".
شارك الخبر