الرئيسية / شؤون دولية / ما هي صواريخ سكود ولماذا لجأ إليها الأسد ؟
ما هي صواريخ سكود ولماذا لجأ إليها الأسد ؟

ما هي صواريخ سكود ولماذا لجأ إليها الأسد ؟

14 ديسمبر 2012 11:01 صباحا (يمن برس)
أثار إعلان مصادر عسكرية غربية عن لجوء النظام السوري إلى صواريخ سكود لضرب معاقل المعارضة خلال الأيام الماضية الكثير من التحليلات حول هدف ودوافع الخطوة، إذ أنها تتزامن مع تحذيرات من خطر السلاح الكيماوي السوري، إلى جانب الضعف المتزايد لسلاح الجو السوري.

ويعتبر صاروخ سكود من بين الأسلحة التكتيكية التي صممها الاتحاد السوفيتي السابق في فترة الحرب الباردة، وقد دخل في الخدمة الفعلية بنهاية العقد الخامس من القرن الماضي، ولكنه خضع لعملية تطوير كبيرة اعتبارا من مطلع العقد السادس، ما مكنه من حمل كميات كبيرة من المتفجرات أو حتى الرؤوس الحربية غير التقليدية.

ويتجاوز طول الصاروخ 11 مترا، ويعتمد على محرك يعمل بالوقود السائل وهو أسرع من الصوت بعدة مرات.

طور الاتحاد السوفيتي عدة أجيال من هذا الصاروخ، أولها "سكود A" الذي استند تصميمه إلى صواريخ مماثلة كانت بحوزة ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، ويصل مدى ذلك الصاروخ إلى 270 كيلومتر، وكان الهدف منه تأمين القدرة على استهداف مناطق في أوروبا بالرؤوس النووية.

أما صاروخ "سكود B" الذي ظهر بعد ذلك بسنوات فكان النموذج الأكثر نجاحا، وانتشر على نطاق واسع في الكثير من الدول التي كانت ترتبط بعلاقات تحالف مع موسكو، ويوسع الصاروخ حمل رؤوس نووية وكيماوية، ويصل مداه إلى 300 كيلومتر.

وطور الاتحاد السوفيتي بعد ذلك صاروخ "سكود C" الذي واجه مصاعب كثيرة، إذ أن ازداد مداه العام، ولكن على حساب قدرته التدميرية ودقته، ودفع ذلك موسكو إلى تطوير نموذج رابع هو "سكود D" الذي تعثر بدوره مع التطورات الكبيرة التي شهدتها الصناعات العسكرية العالمية، ما قلل من أهميته.

واستخدم الصاروخ على نطاق واسع في العديد من العمليات العسكرية، وخاصة خلال الحرب العراقية الإيرانية، ومن ثم لجأ إليها الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، خلال حرب الخليج، لتوجيه ضربات إلى إسرائيل، كما عمد العقيد الليبي، معمر القذافي، إلى استخدامها بمواجهة الثوار.

وتعتبر كوريا الشمالية من بين أبرز الدول التي تواصل تطوير صواريخ سكود، ويعتبر صاروخ "روندونغ" النموذج الأبرز الذي صنعته بيونغ يانغ، استنادا إلى طراز "سكود D" وقد أدخلت عليه الكثير من التحسينات بهدف تأمين القدرة على الوصول إلى أهداف بعيدة.

ولا يعرف على وجه التحديد عدد صواريخ "سكود" التي يمتلكها النظام السوري، ولا الطريقة التي يعتزم استخدامها، غير أن قدرة تلك الصواريخ على حمل رؤوس غير تقليدية تتقاطع مع التحذيرات الدولية من خطر لجوء دمشق إلى السلاح الكيماوي، إلى جانب إمكانية تهديد تركيا التي طلبت نشر صواريخ "باتريوت" على أراضيها.

ويبرز لجوء النظام السوري إلى هذه الصواريخ في وقت تتراجع فيه قدرات سلاح الجو على استهداف معاقل الثوار، مع خروج العديد من المطارات من بين يدي القوات الموالية للرئيس بشار الأسد، إلى جانب بروز قدرة الثوار على إسقاط الطائرات المقاتلة، ما يحرم النظام من قدرته على ضرب المواقع الخلفية للمعارضة.
شارك الخبر