الرئيسية / تقارير وحوارات / ما لا تعرفه عن " القات"
ما لا تعرفه عن \" القات\"

ما لا تعرفه عن " القات"

11 ديسمبر 2012 08:50 صباحا (يمن برس)
 شرع البرلمان اليمني، امس، بدراسة مشروع قانون معالجة أضرار القات المصنّف من قبل منظمة الصحة العالمية على أنه نبتة مخدّرة، لما من شأنه تخفيض نسبة متعاطيه من الأطفال والشباب والنساء . ويتسرب القات الى الجاليات الكينية في الغرب خاصة في بريطانيا حيث يباع في اماكن معروفة في لندن.

وقال بيان صادر عن البرلمان اليمني إن مشروع القانون يهدف إلى توحيد وتنسيق الجهود الرسمية والشعبية لتخفيض نسبة متعاطي القات، وتوعية المجتمع بالأضرار الاقتصادية والصحية والتعليمية والاجتماعية والأخلاقية الناتجة عن تعاطي القات، وحماية الأطفال والشباب والنساء من تعاطيه .

وكشف تقرير صدر في شباط الماضي أن اليمنيين ينفقون على القات سنوياً نحو 4 مليارات دولار تعادل 778 مليار ريال يمني ، يشمل هذا المبلغ متطلبات جلسات القات من سجائر ومياه ومشروبات غازية، مبيّناً أن نحو 7 ملايين مواطن يمني يتناولون القات، بينهم نحو نصف مليون يدخنون السجائر أثناء تعاطيهم القات.

ويهدف القانون الذي يسعي البرلمان الى إقراره، الى حماية المجتمع من أخطار الاستخدام المفرط للقات، مع التدرج في معالجة تلك الأخطار وعواقبها، وذلك بالحد التدريجي من زراعته وتعاطيه وتقديم التعويضات المالية والفنية والإرشادية اللازمة لمزارعي القات الذين يتخلصون من أشجار القات .

وتعود أسباب انتشار زراعة القات في اليمن على مساحات واسعة، إلى العائدات والأرباح الكبيرة التي يجنيها المزارعون.

وبموجب مسودة مشروع القانون سيتم تقديم الرعاية والعون الاجتماعي والطبي للحالات المرضية الناتجة عن تعاطي القات، وتشجيع الناس سواء في الإقلاع الفوري أو التدريجي عن تعاطيه ، كما سيتم بموجب القانون تقديم النصح والإرشاد لهم، وتبيان مخاطر الاستخدام المسرف للقات، وتأمين البدائل الاقتصادية والمدخلات الزراعية للأصناف النباتية الأخرى البديلة .

واعتبرت دراسة لوزراة الزراعة اليمنية أن القات خطر حقيقي على الرقعة الزراعية، وأشارت الى وجود مؤشرات لتراجع زراعة البن في اليمن بشكل ملحوظ، خلال السنوات الخمس الماضية بسبب القات، حيث زاد إنتاج القات ومساحاته المزروعة خلال العقود الثلاثة الأخيرة بـ 18 ضعفاً.

وقدّرت مساحة الأراضي المزروعة بالقات بنحو 250 ألف هكتار، تستهلك حوالي 128 مليون متر مكعب من إجمالي الموارد المائية المتاحة في البلاد والمقدرة بحوالي ، مليار لتر مكعب سنويا من المياه الجوفية.

والقات نبات على شكل شجيرات يتراوح طولها بين 2 و5 أمتار ولونها أخضر بني مع القليل من الحمرة، يزرع في اليمن وإثيوبيا التي يعتقد أن النبت انتقل منها إلى اليمن في القرن الخامس العاشر الميلادي وايضا يزرع في جبال فيفاء . اسمه العلمي باللاتينية Celastrus edulis من الفصيلة الحرابية.

والاسم العلمي للقات Catha edulis وهي شجرة دائمة الخضرة تنمو على شكل شجيرات يتراوح طولها بين 2 و5 أمتار ولونها أخضر بني مع القليل من الحمرة وأوراقه بيضاوية مدببة تقطف للمضغ وهي صغيرة السن يبلغ عمرها أياما أو لا يزيد على أسابيع قليلة وأول من أسماها باسمها العلمي ووصفها بشكل دقيق عالم النبات السويدي بيتر فوش سكول .

مصدر وأصل هذه النبتة غير معروف ولكن هناك دراسات تشير إلى إثيوبيا وكتب المستشرق الإنجليزي ريتشارد فرانسيس برتون أنها دخلت اليمن لاحقا في القرن الخامس عشر للميلاد.

ــ ويؤدي القات إلى صعوبة التبول، وإفرازات منوية لا إرادية بعد التبول وكذلك الضعف الجنسي.

ــ وزيادة السكر في الدم والتعرض لمرض السكري.

ــ ويقلل نسبة البروتين في الدم مما يؤثر على نمو الجسم ويسبب الهزال وضعف البنية لدى المتعاطين.

ــ وعسر الهضم ويؤدي لفقدان الشهية.

ــ يؤدي إلى ازدياد حالات سرطانات الفم والفك.

وحرم القات عدد من علماء الأزهر وعلماء السعوديه وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز بن باز.. وأباحه كل من علماء المذهبين الشافعي والزيدي على حد سواء مع الكراهية.

إلاَّ أن كل ضار لابد من الابتعاد عنه ومحاربته فقد نشأت عدة منظمات حكومية في اليمن للحد من ظاهرة انتشار القات والتوعية بأضرارة. والاهتمام الدولي بتعاطي القات يأخذ حجما مشهودا، فقد كتبت في هذا الصدد تقارير، وعقدت مؤتمرات تحت رعاية عصبة الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العربية للدفاع الاجتماعي، والمجلس الدولي للكحوليات والمخدرات، وكما أصبحت دول الخليج تمنع على المسافرين الاتين من اليمن ادخاله وفرضت عقوبات صارمه لمن يثبت تعاطيه أو المتاجرة به تصل إلى السجن 6سنوات وتزامن مع هذا الاهتمام الدولي المتزايد بالموضوع اهتمام مماثل أخذ في التصاعد بين المثقفين اليمنيين، وقد علت أصواتهم بوجه خاص في أوائل الثمانينيات مع أحدث المحاولات للقضاء على هذه الظاهرة.

وتنتشر على شبكة الإنترنت تسجيلات تظهر أطفالاً يمضغون أوراق القات. هذه النبتة المخدّرة يستهلكها اليمنيون منذ قرون. لكن في السنوات الأخيرة، باتت تطول جمهوراً يافعاً للغاية، أطفالاً غالباً ما يشجعهم… ذووهم على مضغ هذه المخدرات الخفيفة.

لطالما اقترن القات بعادات وتقاليد المجتمع اليمني. يزرعه اليمنيون من أجل مادة الكاثينون التي تتركّز في أوراقه الندية وتعتبر من المنشطات المحرمة دولياً. القات معروف في اليمن منذ القرن الثالث عشر وقد ورد ذكره في كتاب الأقربازين الصادر عام 1237م لمؤلفه نجيب الدين السمرقندي كوصفة طبية لمحاربة الجوع والتعب . وعادة ما يجري تخزين القات، على حدّ تعبير اليمنيين، في جلسات يحاول فيها المخزّنون بلوغ الكَيف الذي يقارنه أحد المواقع المتخصصة بشعور شبيه بما تمنحه كمية عالية من الكافيين أو كمية صغيرة من الكوكايين .

وبحسب البنك الدولي، يشكّل قطاع القات 6 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي اليمني ويستخدم 14 بالمائة من اليد العاملة في البلاد ويستهلك 30 بالمائة من مياه الريّ المخصّصة للزراعة. وبحسب استطلاع للبنك الدولي أجري عام 2006، صرّح 72 بالمائة من المستطلعين الرجال في اليمن أنهم يستهلكون القات مقارنة بـ 33 بالمائة من اليمنيات.

وبحسب الاستطلاع ذاته، تبيّن أن اليمنيين يستهلكون عادة هذه المادة للمرة الأولى في عمر المراهقة بين سن السادسة عشرة والرابعة والعشرين. لكن كما يشرح لنا مراقبنا، نجد اليوم مدمنين على القات لا يزالون في عمر الطفولة. ظاهرة يعززها غياب قوانين تمنع القات أو تحدّد السن القانونية للبدء بتعاطيه.

في السابق، كان من المعيب جداً أن يخزّن الطفل. لكن العقد الأخير شهد تزايداً ملحوظاً في ظاهرة الأطفال المخزنين للقات. فغالباً ما يدفع الأهل بأولادهم إلى تعاطي القات في المناسبات الاجتماعية مثل حفلات الأعراس والمأتم. وقد شاهدت بأم العين طفلا لا يتجاوز التاسعة يمضغ القات أمام والده خلال زفاف أحد الأصدقاء. وبعد أن هالني المشهد سألت والده عن تساهله في هذا الشأن فأجابني بأن القات ملح الرجال .

لا يطول القات فئات اجتماعية دون سواها بما أن أسعاره الرخيصة في متناول الجميع، واضافت أسرة التحرير يباع القات عادة على شكل ربطات وتكلّف الربطة الواحدة حوالي نصف دولار. أما الأطفال المخزّنون فغالباً ما يكونون من العاملين لا سيما وأن المعتقدات الشعبية تقول إن القات يحسّن الأداء في العمل. لكن دراسات كثيرة سجّلت ارتفاعاً هاماً في معدلات سرطان اللثة باليمن عند المخزّنين منذ فترة طويلة .
 
"الزمان" اللندنية
شارك الخبر