لأول مرة منذ عقود، تستهدف القوات السعودية مصالح إماراتية مباشرة في عملية تضع 30% من التجارة البحرية العالمية تحت التهديد. كشفت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية العبرية، في تقرير ترجمه موقع "يمن إيكو"، عن غارات سعودية على ميناء المكلا اليمني استهدفت شحنات عسكرية إماراتية منطلقة من ميناء الفجيرة، مما يُشعل صراعاً خفياً بين أقوى اقتصادين خليجيين.
وفقاً للصحيفة العبرية، فإن هذا التطور الخطير يُعرّض محوراً بحرياً حيوياً يربط خليج عدن بالبحر الأحمر والمحيط الهندي للخطر، حيث أوضحت أنه "من الناحية الاقتصادية، تُعدّ المخاطر الناجمة عن هذا الهجوم ذات أهمية بالغة لأصول إقليمية"، مشيرة إلى أن أي تصعيد في المنطقة "يُدخل شركات الشحن وشركات التأمين والتجار في حالة من الحذر الشديد".
الصدمة الثانية تطال قلب الطاقة العالمية - ميناء الفجيرة، الذي تعتبره الصحيفة "أحد أهم مراكز التزويد بالوقود والتخزين في العالم". التحليل العبري يحذر من أن إشارة السعودية لهذا الميناء في السياق اليمني "تُعرّضه لمخاطر تنظيمية قد تتجلى في تزايد الشكوك حول سلاسل الإمداد البحرية".
خطورة الموقف تتجاوز الحدث المنفرد، حيث تُحذر "كالكاليست" من أن "هجوم اليوم، إن لم يبقَ حادثاً معزولاً، فمن المحتمل أن يزيد من المخاطر في منطقة الخليج عموماً". الصحيفة تُشير لتحول دراماتيكي في طبيعة إدارة النزاعات الخليجية، موضحة أن المنطقة "لطالما تمتعت بصورة منطقة تُدار فيها النزاعات، في حال نشوبها، بطريقة تحمي مصالح الشركات، إلا أن المواجهة العلنية بين أقوى اقتصادين في الخليج حول بؤرة توتر كاليمن تُقوّض هذه الميزة".
التوقيت لا يمكن أن يكون أسوأ - يأتي هذا التصعيد وسط منافسة محتدمة بين الرياض وأبوظبي "على رأس المال نفسه، وتحديداً المقرات الإقليمية للشركات العالمية، والاستثمارات في الخدمات المالية والطيران والبنية التحتية". النتيجة المتوقعة، وفقاً للتحليل العبري، أن "المستثمرون أكثر تحفظاً، ويطالبون بعوائد أعلى، أو يؤجلون قراراتهم".
في السياق الأوسع، يُضعف هذا الصراع جهود مواجهة قوات صنعاء، حيث تُشير الصحيفة إلى أنه "كلما ازداد انقسام المعسكر المعارض وتركزت صراعاته الداخلية، قلّ الضغط المنظم على الحوثيين، وبالتالي اتسعت مساحة مناورتهم في الساحة السياسية والعسكرية".
