درجة حرارة أعلى بمقدار كامل رغم فقدان 15% من الإشعاع الشمسي - هذه المفارقة الصادمة كشفها الدكتور عبدالله المسند، خبير المناخ السابق بجامعة القصيم، في دراسة مثيرة تفضح الوجه الخفي لمناخ المدن الحضرية.
وفقاً لما كشفه المسند، فإن الجزر الحرارية تحول المدن إلى أفران طبيعية ترفع متوسط درجات الحرارة السنوية بما يتراوح بين نصف إلى درجة مئوية كاملة، وذلك رغم انخفاض الإشعاع الشمسي الواصل لسطح الأرض بنسب تصل إلى 15%.
الخرسانة والإسفلت وندرة الغطاء النباتي تشكل مصيدة حرارية تحتجز الطاقة خاصة خلال ساعات الليل، بينما تعمل الملوثات والغبار المتراكم على حجب أشعة الشمس المباشرة، وفق تحليل الخبير المناخي.
- انخفاض الرطوبة النسبية: فارق يصل إلى 10% في الصيف مقارنة بالمناطق الريفية
- تراجع فرص الصقيع: الدفء النسبي داخل الكتلة العمرانية يحد من تشكل الجليد
- مضاعفة الضباب الملوث: نسبة تصل للضعف بسبب نويات التكاثف من الجسيمات الدقيقة
في المقابل، تسجل المدن الكبرى نشاطاً مطرياً أعلى بنسبة 10% نتيجة التيارات الهوائية الصاعدة من الحرارة المحتجزة واحتكاك الرياح بالمباني الشاهقة، مما يحفز تشكل السحب وزيادة كثافتها.
وشدد المسند على أن هذه الفروقات المناخية الجذرية تستدعي دراسة معمقة لتأثيرها المباشر على الحياة اليومية وصحة الإنسان وجودة البيئة المعيشية في المراكز الحضرية.