في مشهد درامي لن تنساه ذاكرة كرة اليد المصرية، حسمت فتيات في السادسة عشرة من العمر مصير مباراة تاريخية بهدف واحد فقط فصل بين الفرحة والحسرة. ناشئات الزمالك يكتبن فصلاً جديداً في سجل الانتصارات بفوز مثير 27-26 على الأهلي في مواجهة احتبست فيها الأنفاس حتى اللحظة الأخيرة، مؤكدات أن جيل المستقبل قادر على صناعة المعجزات.
استمرت المعركة الحقيقية 60 دقيقة كاملة من التشويق والإثارة على صالة سيتي السلام، حيث تألقت لاعبات القلعة البيضاء في الشوط الأول لينتهي بتقدم 16-13، بفارق يزيد عن 20%. "كانت مباراة تستحق المشاهدة" هكذا علق حسن يسري رئيس الجهاز الفني، بينما كانت نورهان أحمد، هدافة المباراة، ترقص فرحاً بعد تسجيل الهدف الحاسم وسط صيحات الفرح من جانب وصمت الحزن من الجانب الآخر.
هذا الفوز يستدعي ذكريات الكلاسيكيات الخالدة بين العملاقين، حيث يستمر الصراع التاريخي الآن في فئات الناشئات بنفس الشراسة والحماس. جودة الإعداد وقوة التحضير كانتا العاملين الحاسمين في هذه المواجهة التي جاءت ضمن الجولة الثانية عشرة لدوري المرتبط. "هذا الجيل سيحمل آمال مصر في البطولات القادمة" يؤكد د. محمود الشامي خبير كرة اليد، متنبئاً بمستقبل واعد لهؤلاء الفتيات الصغيرات.
تجاوز تأثير هذا الانتصار حدود الملعب ليصل إلى البيوت المصرية، حيث تحول إلى مصدر فخر للأسر وموضوع نقاش حيوي في المدارس والأندية. أم إسلام، والدة إحدى اللاعبات، عبرت عن مشاعرها قائلة: "قلبي كان يكاد يتوقف من التوتر". هذا النجاح يفتح الباب أمام زيادة الاستثمار في المواهب الشابة وضرورة تطوير فرق الناشئات، بينما تتطلع جماهير الزمالك للمباراة القادمة أمام البنك الأهلي بثقة متجددة.
بفوز محسوم بفارق 3.7% فقط، أثبتت ناشئات الزمالك أن العزيمة والإرادة قادرتان على صناعة التاريخ. المباراة القادمة ستكون المحك الحقيقي لقدرة الفريق على الاستمرار في هذا المستوى المتميز، وسط توقعات بموسم استثنائي قد يحمل المزيد من الإنجازات. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيستمر الزمالك في هذا التألق أم أن المفاجآت في الطريق؟
