الرئيسية / محليات / قصة محيرة لطفل يمني معوّق يتسوّل نهاراً ليخوض عالم الانترنت "كطالب في أميركا"
قصة محيرة لطفل يمني معوّق يتسوّل نهاراً ليخوض عالم الانترنت \"كطالب في أميركا\"

قصة محيرة لطفل يمني معوّق يتسوّل نهاراً ليخوض عالم الانترنت "كطالب في أميركا"

28 نوفمبر 2012 08:01 مساء (يمن برس)
عزّ الدين الحطامي، فتى يمني معوّق في الثانية عشرة من العمر، يتسوّل في شوارع صنعاء، وهو أحد خمسة آلاف طفل يرومون شوارع اليمن بحثاً عن صدقة، مزاجية دوماً وليست جارية. لكن في اليمن ــ حيث نصف الأطفال معرض لسوء التغذية، وفقاً للمنظمات الدولية، ويعاني مليون ونصف المليون ممن هم دون الخامسة من عمرهم ضعفاً ومرضاً نتيجة النقص في الغذاءــ ليس كل الأطفال المتسولين سواسية في أيامهم وأحلامهم.

الحطامي يعيش مع خاله، ويقول لـ"NOW" إنه يأخذ الصدقات لنفسه. وهو، وإن كان ترك صفوف الدراسة في الثاني الابتدائي، تعلم استخدام شبكة الانترنت حيث يغوص في عالم افتراضي يختفي فيه جحيم الفقر والعوز، وتزول الفوارق الاجتماعية حتى تدق ساعة انتهاء الوقت المدفوع أجره في مقاهي الانترنت.

لعز الدين ثلاثة حسابات على موقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي. وفي هذا الفائض من الحسابات والشخصيات الافتراضية، الكثير عن هذا الفتى الفقير، وكأنه يستعيض بها عن إعاقته في قدمه ويديه، ويجد في الانترنت ملاذاً وعالماً يجول فيه كبقية الناس، على عكس ما يختبره عند تجوله متسولاً في شوارع صنعاء.

على موقع "فايسبوك"، يقرأ ما يكتبه الآخرون ويشارك ما يعجبه من صور، لكنه لا يكتب أبداً. لكن هيهات أن يُقرَّ عز الدين بعجزه في العالم الافتراضي، فهو كتب في خانة التعليم على صفحة "فايسبوك" أنه يدرس في إحدى الجامعات الأميركية.

"أعيش في بيت خالي مع 12 من أبنائه. حياتنا صعبة، وأنا أمضي يومي في الشوارع أجمع ما يكفي حاجتي من المال، ثم أذهب إلى أحد محلات الإنترنت".

وفي بلد مثل اليمن تتعدى نسبة الأميّة فيه 50 %، لا تزال محلات الإنترنت تمتلئ بالأطفال والكبار. وصار العالم الافتراضي ملعبهم الوحيد في ظل تقلص مساحات كانت مخصصة للعب الأطفال.

يقول جورج أبو الزلف، المتخصص في مجال حماية الطفل في منظمة اليونسيف في اليمن، إن "هذه الظاهرة مبعث أمل، وهذا الطفل يشكل نموذجاً مشرقاً للمستقبل لأن لديه إرادة لصنع المستحيل. وعلى رغم إعاقته وحرمانه من حقه في التعليم، إلا أنه استطاع أن يصنع من رحم المعاناة بارقة تفاؤل". ويضيف أن "منظمة اليونسيف موجودة من أجل الأطفال، وهم المهمشون والأكثر عرضة للمخاطر. وهي تنفذ برامجها من خلال الحكومة وشركائنا من المنظمات المحلية، وعبرهم سنحاول أن نهتم بهذا الطفل ونقدّم له المساعدة".

الى أن تصل هذه المساعدة الموعودة، لعز الدين الحطامي عالمان، واحد يعيش فيه معوّقاً ومتسولاً وسط مساحات ضيقة للّعب والحياة، وآخر افتراضي يقطن فيه في الولايات المتحدة حيث يتابع دراسته الجامعية ويحلم بمستقبل أفضل ككثير من أبناء جيله ممن أنصفتهم الحياة، وذلك بمحض الصدفة لا الاستحقاق.
شارك الخبر