كشف القاضي الدكتور حسن حسين الرصابي عن الأسباب الخفية التي دمرت حلم الوحدة اليمنية بعد 34 عاماً من تحقيقه، مؤكداً أن اليمن يملك قدرة "الفينيق" على الانبعاث من تحت رماد الحرب والتفتيت.
وفي تحليل عميق نشره مؤخراً، أكد الرصابي أن الوحدة التي تحققت في 22 مايو 1990 لم تكن مجرد دمج إداري، بل "لحظة تجلٍّ تاريخية انصهرت فيها الجغرافيا والتاريخ" لإعادة اللُّحمة لجسد مزقته الصراعات الاستعمارية.
ثلاثة عوامل مدمرة للحلم الوطني:
- الحروب العبثية: استنزفت المقدرات ومزقت النسيج الاجتماعي والديني
- أجندات التفتيت الخارجية: تعيد رسم حدود الدم والفرقة بإيعازات إقليمية
- ضياع إرث النضال: تآكل مكتسبات ثورتي سبتمبر وأكتوبر في دهاليز التآمر
وحذر الخبير اليمني من أن المشهد الحالي يعيد البلاد "القهقرى إلى عصور ما قبل الدولة"، حيث تهيمن المشاريع المناطقية الصغيرة على حساب المشروع الوطني الكبير.
ورغم قتامة الواقع، أشار الرصابي إلى أن قراءة تاريخ اليمن تمنح "بصيص أمل لا ينطفئ"، مؤكداً أن هذه الأرض "تمرض وقد تبلغ بها الأوجاع حدّ سكرات الموت، لكنها تملك قدرة الفينيق على الانبعاث".
وأكد في مرجعه السابق "الرسالة الوطنية: مضامينها واتجاهاتها وموجباتها" أن حماية المكتسبات الوطنية تتطلب وعياً جمعياً بموجبات الوحدة الحقيقية القائمة على الشراكة وحماية الحقوق.
وختم بالتأكيد أن إرادة الشعب اليمني "التي قهرت المستحيل في 1990، لا تزال كامنة تحت رماد الحرب"، وهي الكفيلة بقطع دابر المتطاولين من دول الإقليم وتلفظ مشاريع التفتيت، لينهض اليمن موحداً عزيزاً مهاباً.