تسع دقائق فقط احتاجها أيوب الكعبي ليحوّل المستحيل إلى واقع مذهل. في الدقيقة الـ74 من افتتاحية كأس أفريقيا، ارتفع النجم المغربي عالياً في سماء ملعب الأمير مولاي عبد الله، محققاً مقصية خيالية انفجرت معها المدرجات وانتشرت كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل.
التمريرة الأمامية من أنس صلاح الدين وجدت هداف أولمبياكوس اليوناني في وضعية شبه مستحيلة، لكن الكعبي قابلها بمقصية استثنائية رشحها المراقبون فوراً لجائزة بوشكاش لأفضل هدف في العام. الهدف الذي وُصف بـ'الخيالي والعالمي والخرافي' ساهم في انتصار أسود الأطلس على جزر القمر بهدفين.
يؤكد جمال السلامي، مدرب منتخب الأردن، أن المقصيات أصبحت تميزاً خاصاً بالكعبي الذي يتمرس عليها في التدريبات والمباريات، مضيفاً أن الهداف الرائع غيّر الكثير بدخوله كبديل ومنح إضافة نوعية للمنتخب المغربي.
من النجارة إلى النجومية - قصة كفاح حقيقية يجسدها اللاعب الذي كان يعمل نجاراً قبل وصوله لقمة الهدافين في أوروبا، كما أشار المغرد عمر موماني. هذا التألق ليس وليد صدفة، فالكعبي حطم الأرقام القياسية بتسجيله 9 أهداف في 6 مباريات خلال كأس أفريقيا للمحليين 2018 مع نهضة بركان.
احتفل ولي العهد المغربي الأمير مولاي الحسن بالهدف الاستثنائي قبل أن يحيّي رئيس جزر القمر الجالس بجانبه، في مشهد عكس روح الرياضة والأخوة الأفريقية. المقصيات التي باتت 'ماركة مسجلة' للنجم المغربي تواصل إبهار العالم، خاصة أن هذه هي المقصية الثانية له في عام 2025.
تساءل الحساب الرسمي لكأس أمم أفريقيا عما إذا كان ما فعله الكعبي حقيقياً وممكناً، بينما وصف آخرون الأداء بأنه 'طيران حقيقي' للاعب الذي يستطيع تنفيذ المستحيل من وضعيات صعبة للغاية.
