في مشهد صادم هز الأسواق المصرية، قفز سعر الجنيه الذهب إلى 46,320 جنيه مصري - مبلغ يعادل راتب موظف حكومي لمدة شهرين كاملين! وخلال ليلة واحدة فقط، خسر كل من أجل شراء الذهب اليوم 10 جنيهات إضافية لكل جرام، في ارتفاع جنوني يذكرنا بأزمة كورونا عام 2020.
محمد علي، شاب مقبل على الزواج من حلوان، يحكي بمرارة: "كنت أنتظر انخفاض الأسعار لأشتري شبكة خطوبة، لكن كل يوم تأخير يكلفني جنيهات إضافية!" فيما سجل عيار 21 الأشهر في مصر رقماً قياسياً جديداً عند 5,790 جنيه للجرام، بينما وصل عيار 24 إلى 6,615 جنيه. أما السبيكة 50 جرام فتكلف الآن 330,750 جنيه - أكثر من سيارة ملاكي متوسطة!
وراء هذا الارتفاع الصاعق تقف عوامل عالمية معقدة، حيث ارتفع سعر الذهب عالمياً بنسبة 0.14% وسط العطلة الرسمية في بورصات المعادن. د. أحمد المالي، خبير الاستثمار، يؤكد: "الذهب يعود لدوره التقليدي كملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي." هذا الارتفاع يأتي في توقيت حساس، مع اقتراب موسم الأعراس وازدياد الطلب على المعدن الأصفر كهدايا ومهور.
في شوارع العتبة وخان الخليلي، تشهد محلات الذهب مشاهد متناقضة: فاطمة حسن التي استثمرت في الذهب منذ 6 أشهر تبتسم فرحاً بأرباحها التي تجاوزت 15%، بينما تتأمل أم أحمد، تاجرة ذهب من العتبة، الوجوه القلقة للزبائن وهم يحسبون تكلفة كل جرام. "الناس بتشتري بس بحذر شديد، كل قرش بيتحسب"، تقول وهي ترتب قطع الذهب اللامعة خلف الواجهة الزجاجية.
مع توقع الخبراء المزيد من التقلبات في الأسواق العالمية، يقف المصريون أمام معضلة صعبة: هل ينتظرون انخفاضاً محتملاً قد لا يأتي، أم يستثمرون الآن في المعدن الذي أثبت قدرته على الحفاظ على القيمة عبر العصور؟ السؤال الذهبي الآن: هل ستنتظر انخفاض الأسعار أم ستراهن على المزيد من الارتفاع؟