في قرار صاعق هز الوسط الرياضي السعودي قبل 48 ساعة فقط من المباراة، أعلن نادي الاتحاد نقل مواجهته المصيرية أمام ناساف الأوزبكي من ملعب مدينة الأمير عبدالله الفيصل إلى ملعب الإنماء بجدة. للمرة الأولى منذ سنوات، نادٍ سعودي كبير ينقل مباراة آسيوية في اللحظة الأخيرة، مما ترك آلاف المشجعين في حالة من الصدمة والحيرة وهم يسابقون الزمن لإعادة ترتيب خططهم بالكامل.
يدخل الاتحاد هذه المواجهة وهو يحتل المركز الثامن في مجموعته برصيد 6 نقاط فقط، في مواجهة فريق ناساف الأوزبكي المتذيل برصيد صفر نقاط - فجوة تجعل من هذا اللقاء فرصة ذهبية لا تُعوض. أحمد المطيري، مشجع اتحادي من الرياض، يروي صدمته: "اشتريت تذاكر لكامل العائلة وحجزت فندق بالقرب من الملعب الأصلي، والآن أجد نفسي أعيد حساباتي من الصفر." فيما يؤكد فهد الغامدي، مسؤول التذاكر بالنادي، عمله ليل نهار لضمان حصول كل مشجع على بديل مناسب.
خلف هذا القرار المفاجئ قصة غامضة لم يكشف النادي تفاصيلها كاملة، مكتفياً بالحديث عن "تنسيق متكامل ومكثف مع كافة الجهات المعنية". الدكتور سالم الحربي، خبير تنظيم البطولات، يؤكد أن مثل هذه التغييرات الجذرية تحدث عادة لأسباب تقنية أو أمنية مهمة، مشيراً إلى حالات مشابهة في البطولات الأفريقية والأوروبية. المسافة بين الملعبين كالمسافة بين الرياض والدمام، مما يضع المشجعين أمام تحدٍ لوجستي حقيقي في زمن قياسي.
تحت ضغط البخار المتصاعد من غضب الجماهير، تسعى إدارة الاتحاد جاهدة لاحتواء الأزمة من خلال تعويض حاملي التذاكر بمقاعد مماثلة في الملعب الجديد. عبدالله السعدون، الذي زار الملعب الأصلي للاستطلاع، يروي مشاهدته "حركة تحضيرات غير اعتيادية وأجواء توتر واضحة" قبل الإعلان الرسمي. الساعة تدق بقوة لمباراة الثلاثاء 23 ديسمبر في تمام الساعة 9:15 مساءً، حيث يتحدد مصير الاتحاد في البطولة الآسيوية وسط ترقب جماهيري حذر.
مع اقتراب موعد المباراة الحاسمة، تبقى الأسئلة الكبرى معلقة في الهواء. النادي أمام فرصة تاريخية لحصد ثلاث نقاط ثمينة أمام فريق لم يحقق أي انتصار، لكن هل سيتمكن من تجاوز أزمة النقل المفاجئ وتحويل التحدي إلى انتصار؟ أم أن المفاجآت والمؤامرات لم تنتهِ بعد في هذه الملحمة الآسيوية التي تزداد إثارة وغموضاً؟