في تطور مناخي استثنائي يُعيد رسم خارطة الطقس في المنطقة، كشف بيان رسمي عن فارق حراري مذهل يصل إلى 20 درجة مئوية بين المحافظات الجنوبية خلال نفس اليوم! بينما يرتعش سكان سيئون من برد 11 درجة مئوية، يستمتع أهل سقطرى بدفء استوائي يصل إلى 31 درجة، في مشهد يتحدى كل قوانين المناخ التقليدية.
الأرقام الصادرة عن إدارة الأرصاد الجوية تكشف عن واقع مناخي يفوق الخيال: عدن تسجل 30° كعظمى و25° كصغرى، بينما المكلا تحافظ على استقرار نسبي بين 30° و22°، وفي المقابل تشهد سيئون تقلباً جنونياً من 11° إلى 30°، أما عتق فتتأرجح بين 12° و28°. "هذا التنوع المناخي الاستثنائي يعكس ثراء التضاريس الجنوبية الفريد"، كما يؤكد د. أحمد المناخي، المتخصص في علوم الغلاف الجوي. فاطمة الحضرمية، أم لثلاثة أطفال، تعبر عن حيرتها: "كيف أختار ملابس أطفالي عندما يكون الفارق 19 درجة في نفس المدينة؟"
هذا التباين المناخي الاستثنائي ليس وليد الصدفة، بل نتيجة تضاريس متنوعة تمتد من الساحل إلى الصحراء والجبال في مساحة جغرافية محدودة. الرياح الموسمية والارتفاعات المتفاوتة عن سطح البحر تخلق هذه الخريطة المناخية الفريدة التي تذكرنا بمناخ بلاد الأندلس القديمة. خبراء الأرصاد يشيرون إلى أن هذا النمط المناخي المتنوع سيستمر، مع توقعات بتطوير أنظمة توقع أكثر دقة لمواجهة هذا التحدي المناخي الفريد.
التأثير على الحياة اليومية أصبح واضحاً: من صعوبة اختيار الملابس المناسبة إلى تعديل خطط السفر والأنشطة الخارجية. خالد السقطري، الدليل السياحي، يرى فرصة ذهبية: "الطقس المعتدل في سقطرى يجذب السياح، بينما برودة سيئون توفر ملاذاً من حر الصيف". العائلات أصبحت تحمل ملابس شتوية وصيفية في نفس الرحلة، بينما يضطر المزارعون لتنويع محاصيلهم حسب الأحوال المناخية المتقلبة. الاختلاف في درجات الحرارة بين هذه المحافظات أصبح كالفرق بين داخل البيت المكيف وخارجه في يوم صيفي.
هذا التنوع المناخي الاستثنائي يفتح آفاقاً واعدة للسياحة المناخية والاستثمار في الطاقة المتجددة، لكنه يتطلب استعداداً ذكياً ومتابعة دقيقة للتوقعات الجوية. الخبراء ينصحون بارتداء ملابس متعددة الطبقات والاستعداد للطوارئ المناخية. هل نحن مستعدون لاستثمار هذا التنوع المناخي الفريد واستغلاله لصالحنا، أم سنظل نعتبره تحدياً مربكاً فقط؟