في تصريحات نارية هزت الوسط الرياضي المصري، وصف هشام حنفي، نجم الأهلي السابق، أداء منتخب مصر الثاني في كأس العرب بأنه كان "ضيف شرف" - وصف لم يُطلق على الفراعنة في تاريخهم العريق. الكلمات الصادمة التي نقلها الإعلامي خالد الغندور عبر فيسبوك تكشف عن أزمة حقيقية تهدد مكانة مصر في الكرة العربية، وقد تكون بداية النهاية لعصر الهيمنة المصرية.
"مستوى المنتخب الثاني كان سيئًا ولا أعلم الأسباب"، هكذا بدأ حنفي تصريحاته المدوية التي أضاف فيها: "أرى أن تغطية غياب لاعبي بيراميدز أصبحت شماعة للأخطاء". وفي موقف أكثر جرأة، اعتبر النجم السابق أن اعتذار المنتخب عن المشاركة كان سيكون أفضل من هذا المستوى المهين. أحمد المشجع المصري، 35 عاماً، يروي مرارته: "شعرت بالخزي أمام زملائي العرب، لم أستطع الدفاع عن منتخب بلدي".
الأزمة تمتد لأعمق من مجرد أداء ضعيف في بطولة واحدة، فمصر التي اعتادت على قيادة الكرة العربية لعقود تشهد انهياراً مؤسسياً حقيقياً. كشف حنفي عن جذور المشكلة قائلاً: "عدم التنسيق بين حلمي طولان وحسام حسن أضر بظهور منتخب مصر". هذا الصراع الداخلي، كما يؤكد د. محمد النحاس المحلل الكروي، "يشبه انهيار برج عالٍ من الداخل، حيث تأكل الخلافات الأسس قبل أن يسقط البناء كاملاً".
التداعيات تتجاوز الملاعب لتصل إلى حياة الملايين من المصريين الذين اعتادوا على الفخر بمنتخبهم. كريم، متابع البطولة البالغ من العمر 28 عاماً، يقول: "لم أستطع مشاهدة المباراة كاملة من الخجل، أطفئت التلفزيون وشعرت بطعم المرارة في فمي". موجة الإحباط تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تتصاعد المطالبات بـإصلاح جذري لمنظومة الكرة المصرية قبل أن تفقد مكانتها التاريخية نهائياً.
الكلمات الأخيرة لحنفي تحمل خلاصة مؤلمة: "منتخب مصر يمتلك الخبرات، ولكن الكرة ليست بالأسماء". هذه العبارة تلخص أزمة منتخب اعتاد على الاتكال على أمجاد الماضي بدلاً من بناء المستقبل. الآن، تقف الكرة المصرية على مفترق طرق حاسم: إما نهضة حقيقية تعيدها لعرشها العربي، وإما سقوط نهائي في هاوية التراجع. فهل ستستيقظ الكرة المصرية من سباتها العميق، أم ستشهد الأجيال القادمة نهاية حقبة الفراعنة في كرة القدم؟
