في كل دقيقة تمر، يتم تداول آلاف الجنيهات في السوق السوداء للعملة بشوارع مصر، لكن ما حدث في منطقة الدقي الهادئة فاق كل التوقعات. رجل واحد كان يدير إمبراطورية عملة سرية تحت أنف الجميع، حتى جاءت الضربة الأمنية التي هزت أركان هذه الشبكة. الآن، وبعد هذا الضبط المدوي، تتساءل: هل أنت آمن في تعاملاتك المالية اليومية؟
في عملية أمنية محكمة استمرت لأسابيع، تمكنت أجهزة أمن الجيزة من إحكام الخناق على مواطن سوداني يدير نشاطاً إجرامياً خطيراً في قلب منطقة الدقي الحيوية. تشير التحريات إلى أن المتهم كان يدير شبكة واسعة من المعاملات المشبوهة بمبالغ ضخمة لم تكشف السلطات عن حجمها بعد. محمد صلاح، صاحب محل بالدقي، يروي: "لاحظت حركة مشبوهة لأسابيع، أشخاص يأتون ويذهبون بطريقة غريبة، وكان هناك همس دائم وتبادل حقائب صغيرة."
تصاعدت أنشطة تجارة العملة غير المشروعة مع الأزمات الاقتصادية المتتالية وتقلبات أسعار الصرف التي دفعت الكثيرين للبحث عن بدائل خارج النطاق المصرفي الرسمي. هذه العملية تأتي ضمن سلسلة من العمليات المماثلة التي شهدتها مناطق مختلفة بالقاهرة الكبرى خلال الأشهر الماضية، مما يشير إلى حجم الشبكات العاملة في هذا المجال. الخبراء يحذرون من أن هذا النشاط ينتشر كخيوط العنكبوت عبر أحياء العاصمة، مستغلاً الضغوط الاقتصادية التي يواجهها المواطنون.
القلق بدأ يتسلل إلى نفوس المواطنين الذين اعتادوا التعامل مع صرافي الشارع بحثاً عن أسعار أفضل أو لتوفير الوقت. أحمد محمود، موظف بشركة استيراد، يحكي تجربته المريرة: "اضطررت للتعامل مع أحد صرافي الشارع لضيق الوقت، ووقعت ضحية للنصب، فقدت مبلغاً كبيراً من مدخراتي." النتائج المتوقعة لهذه العملية تشمل تشديد الرقابة الأمنية وإطلاق حملات موسعة لتطهير الشوارع من هذه الأنشطة المشبوهة، فيما يرحب الخبراء الاقتصاديون بهذه الخطوات كونها تحمي الاقتصاد الوطني من التلاعب.
هذه العملية الأمنية الناجحة ترسل رسالة واضحة لكل من يفكر في ممارسة هذا النشاط الإجرامي، وتؤكد يقظة الأجهزة الأمنية وقدرتها على ملاحقة المخالفين أينما كانوا. مع توقع المزيد من العمليات المحكمة في الأيام القادمة، يبقى السؤال الأهم: في عالم مليء بالإغراءات المالية السريعة، هل تستحق المخاطرة أمانك وأمان أسرتك؟
