في تطور مفاجئ هز أسواق الذهب المصرية، ارتفع سعر الجرام عيار 21 بـ 5 جنيهات خلال ساعات المساء من يوم السبت، ليصل إلى 5790 جنيه، بينما تشهد الأسواق العالمية إغلاقاً لعطلة نهاية الأسبوع. هذا الرقم الذي قد يبدو بسيطاً يحمل دلالات اقتصادية عميقة، خاصة مع اقتراب الأوقية العالمية من مستوى 4400 دولار القياسي، فهل نشهد انطلاقة حقيقية نحو حاجز الـ 6000 جنيه؟
محلات المجوهرات في شارع الجمهورية شهدت حركة مفاجئة رغم التوقيت المسائي، حيث تهافت المستثمرون الصغار خوفاً من فوات القطار الذهبي. "كل دقيقة تأخير تعني دفع أكثر"، هذا ما قاله أحمد صاحب محل مجوهرات وهو يشاهد العملاء يتصلون كل ساعة للاستفسار عن الأسعار. فاطمة محمود، ربة بيت اشترت 10 جرامات الأسبوع الماضي، تبتسم الآن وهي تحسب ربحها: "50 جنيه في أسبوع واحد، أفضل من أي وديعة بنكية".
خلف هذا الارتفاع المحلي تقف عوامل عالمية معقدة، أبرزها قرار بنك اليابان برفع أسعار الفائدة من 0.50% إلى 0.75%، وهي قفزة نسبية هائلة بلغت 50%. تراجع ثقة المستهلكين الأمريكيين وانخفاض توقعات التضخم خلقا مناخاً مثالياً لصعود المعدن الأصفر، الذي يتصرف كالمظلة في العاصفة الاقتصادية. تذكرنا هذه الحركة بصعود 2020 عندما وصل الذهب لمستويات قياسية وسط جائحة كورونا، لكن هذه المرة الأسباب مختلفة والنتائج قد تكون أكثر إثارة.
"كنت أدخر لشراء طقم ذهب لابنتي، الآن أفكر في تأجيل الفكرة"، تقول أم محمد بقلق واضح وهي تتابع الأسعار على هاتفها. الخبراء يتوقعون ارتفاع تكلفة حفلات الزفاف بنسبة 5-10% خلال الأسابيع القادمة، بينما ينصحون بالشراء التدريجي وتجنب المغامرة بمبالغ لا يمكن تحمل خسارتها. في المقابل، يحتفل المستثمرون الأوائل بمكاسبهم، بينما يشعر المؤجلون بالندم والقلق من مزيد من الارتفاعات المحتملة. محمد أحمد، الموظف الحكومي، يعض على أصابع الندم: "كنت أنتظر انخفاض الأسعار لشراء دبلة الخطوبة، الآن أدفع أكثر".
5 جنيهات فقط، رقم بسيط كشف عن قوة اقتصادية عالمية تعيد تشكيل خريطة الاستثمار. مع اقتراب الذهب من مستويات 4400 دولار للأوقية، يبدو أننا نشهد بداية حقبة جديدة للمعدن الأصفر قد تأخذنا فعلاً نحو حاجز الـ 6000 جنيه محلياً. الوقت لم يفت بعد للاستفادة من هذه الموجة الذهبية، لكن السؤال الحقيقي: هل ستكون جزءاً من هذه القصة الذهبية أم مجرد مشاهد من الخطوط الجانبية؟