في تطور مفاجئ هز أسواق الذهب العالمية، سجل معدل البطالة في أمريكا 4.6% - أعلى مستوى منذ أربع سنوات كاملة - بينما يترقب ملايين المستثمرين المصريين قراراً مصيرياً من البنك المركزي الخميس المقبل قد يقلب موازين السوق رأساً على عقب. الرقم الصادم يعني أن 7.5 مليون أمريكي أصبحوا عاطلين عن العمل، مما دفع الأسواق العالمية للاهتزاز وجعل أسعار الذهب المصرية تسجل 5785 جنيهاً للعيار 21 وسط حالة ترقب محمومة لا مثيل لها.
"شاهدت مدخراتي تتأرجح كالريشة في العاصفة"، يروي حسام المستثمر من القاهرة وهو يتابع شاشة هاتفه بقلق، فيما يؤكد محمد الصايغ من خان الخليلي أن "الزبائن يتصلون كل ساعة يسألون عن الأسعار لكن لا أحد يشتري". الأرقام تتحدث بوضوح مرعب: الجنيه الذهب وصل إلى 46,280 جنيه - يكفي لشراء سيارة مستعملة! بينما سعر الأوقية العالمي استقر عند 4,339 دولار، وهو رقم يمثل زيادة خيالية 1,500% عن سعرها قبل نصف قرن.
الخلفية المرعبة للأزمة تكشف أن آخر مرة وصلت فيها البطالة الأمريكية لهذا المستوى كانت أثناء جائحة كوفيد-19 عام 2021، عندما توقف العالم عن الدوران. خبراء مجموعة بورصة لندن يتوقعون احتمالية 31% لخفض جديد في أسعار الفائدة، بينما تصاعدت التوترات الجيوسياسية وارتفعت أسعار النفط وسط مخاوف من فرض عقوبات إضافية على روسيا. "سوق الذهب الآن مثل بحر هائج - لا أحد يعرف متى تهدأ الأمواج" يعلق د. أحمد السعيد، خبير الأسواق المالية.
التأثير وصل إلى بيوت المصريين مباشرة، فأم محمد من الجيزة تحكي بحسرة: "اشتريت أقراط لابنتي الأسبوع الماضي بسعر أعلى، والآن السعر نزل". آلاف الأسر المصرية تؤجل قرارات شراء المجوهرات وتعيد حساب ميزانيات الأفراح، بينما يعيش تجار الصاغة في واجهات محلاتهم حالة قلق مستمرة وهم يشاهدون لمعان الذهب يتناقض مع تراجع أسعاره. النتيجة الصادمة: فرصة ذهبية للشراء لكن بحذر شديد، فالمخاطر عالية والتوقيت حرج.
الخميس المقبل سيكون يوم الحسم الحقيقي عندما يصدر البنك المركزي المصري قراره المنتظر، والذي قد يحدد مصير استثمارات الملايين للأشهر المقبلة. الخبراء ينصحون بمتابعة الأخبار بعناية فائقة وعدم المجازفة بالأموال الضرورية في هذا البحر المتلاطم. السؤال المحوري الذي يؤرق الجميع: هل ستجازف بمدخراتك في عاصفة الذهب الحالية، أم ستنتظر حتى تنجلي الغيوم وتهدأ الأسواق؟
