في تطور صادم يعيد تشكيل خريطة النفوذ الاقتصادي في القارة السمراء، تحركت مصر بخطوة جريئة قد تحسم صراع القوى الدولية على أفريقيا، حيث أعلنت عن أكبر مشروع تعاون استراتيجي مع تنزانيا يشمل السيطرة على محطة بضائع عملاقة في ميناء دار السلام - البوابة التجارية لـ 6 دول أفريقية غير ساحلية. للمرة الأولى في التاريخ الحديث، تنقل مصر خبرتها في المشروعات العملاقة خارج حدودها، في خطوة قد تحولها إلى الرقم الصعب في المعادلة الأفريقية.
كشف الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، في اجتماع استراتيجي مع وزير خارجية تنزانيا محمود ثابت كومبو، عن مشروعات بمليارات الدولارات تشمل إنشاء مناطق لوجستية متبادلة ومشروعات صناعية متكاملة. "التعاون المقترح يقوم على مبدأ التكامل وليس المنافسة"، أكد الوزير، بينما تحدثت مصادر مطلعة عن أن المهندسة سارة عبد الرحمن، التي شاركت في بناء العاصمة الإدارية، ستقود فريق تنفيذ هذه المشروعات الطموحة. أحمد محمود، خريج هندسة يبلغ من العمر 28 عاماً ويبحث عن عمل منذ سنتين، علق قائلاً: "أخيراً، فرصة حقيقية لجيلنا للمشاركة في مشروعات عملاقة خارج مصر."
تأتي هذه الخطوة الجريئة في إطار استراتيجية مدروسة بعناية، حيث نجحت مصر بالفعل في تطبيق نموذج مشابه مع رواندا حقق نجاحاً باهراً. الخبراء يشبهون هذا التحرك بإعادة إحياء طريق الحرير القديم، لكن هذه المرة عبر القارة الأفريقية. د. محمد عبد الغني، خبير التجارة الأفريقية، يؤكد: "هذه المشروعات ستضع مصر في مقدمة القوى الاقتصادية الأفريقية وتحولها إلى محور لوجستي يربط أفريقيا بالعالم." الأرقام تتحدث عن نفسها: مصر التي أبهرت العالم ببناء العاصمة الإدارية والمشروعات العملاقة، تمتلك الآن شركات متخصصة ذات خبرة واسعة في الطرق والكباري والمطارات والأنفاق.
التأثير لن يقتصر على مجرد أرقام على الورق، بل سيمس حياة الملايين مباشرة. حسن علي، عامل في ميناء السخنة، يحكي بحماس: "نحن متحمسون لنقل خبرتنا إلى إخوتنا في أفريقيا، هذا سيخلق آلاف فرص العمل لشبابنا." المشروعات المقترحة تشمل منشآت متكاملة لتربية الماشية ومجازر حديثة ومصانع دباغة جلود، بما يضمن تدفقاً سلساً للبضائع بين البلدين عبر موانئ السخنة وسفاجا ودار السلام. وزير الخارجية التنزاني أشاد بالخبرات المصرية ووجه دعوة رسمية لزيارة بلاده لإطلاق هذه المشروعات، مؤكداً أن "مناقشات اليوم مهدت الطريق للتنفيذ الفعلي."
بينما تتسابق القوى العالمية للهيمنة على الأسواق الأفريقية، تضع مصر نفسها في موقع استراتيجي قد يحسم هذا السباق لصالحها. الخطوة التالية واضحة: زيارة رسمية لتنزانيا وبدء التنفيذ الفعلي لمشروعات ستحدد مستقبل التجارة الأفريقية. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستنجح مصر في تحويل حلم الريادة الأفريقية إلى واقع ملموس، أم ستواجه تحديات تعرقل هذا الطموح الجبار؟