في تطور يُبهر العالم، تستعد محافظة القنفذة لتحويل 4 أيام إلى رحلة عبر 400 عام من التراث الأصيل، حيث ستأكل أطباقاً لم تتغير وصفاتها منذ عهد الأجداد في مهرجان "شتائنا تراث وغذاء". هذه الفرصة الوحيدة في 2026 تبدأ من 11 يناير على الكورنيش الغربي، في تظاهرة ثقافية ساحرة تعد بتحويل الذاكرة إلى ثروة حقيقية.
المهرجان لا يأتي كفعالية عابرة، بل كرسالة واضحة تؤكد أن القنفذة تملك ما يُحكى ويُحتفى به. أم سعد الغامدي، الحرفية ذات الـ65 عاماً التي تحتفظ بأسرار صناعة الفخار التقليدي منذ 40 عاماً، تشارك في هذا الحدث الاستثنائي إلى جانب فاطمة العسيري التي ورثت وصفات العريكة والحنيني من جدتها. هنا يلتقي الماضي بالحاضر في مشهد حيّ، حيث تتدفق رائحة القهوة العربية مع عبق البخور التراثي، وتتراقص ألوان الأطباق التقليدية الزاهية مع منظر البحر الأحمر عند الغروب.
المهرجان يشكل منصة حقيقية للأسر المنتجة والحرفيين والطهاة الشعبيين لعرض إبداعاتهم، مثل أسواق الحج القديمة التي كانت تجمع التجار من كل صوب. د. عبدالله التراثي، أستاذ التراث الشعبي، يؤكد أن "القنفذة كنز ثقافي مهمل" ينتظر الاكتشاف. هذا التوجه يتماشى مع رؤية السعودية 2030 للسياحة الثقافية، ويعيد الاعتبار للمنتج المحلي بوصفه جزءاً من الهوية لا مجرد سلعة.
التأثير يتجاوز الأربعة أيام ليمتد إلى المستقبل، حيث يتوقع محمد السعيدي، الزائر من الرياض مع عائلته، أن "هذه التجربة ستغير نظرتنا للتراث السعودي". المهرجان كألبوم صور عائلي قديم، كل صفحة تحكي حكاية، ويوفر فرصة ذهبية للاستثمار في المشاريع السياحية وتطوير الحرف التقليدية كصناعة واعدة. اختيار الكورنيش الغربي ليس تفصيلاً شكلياً، فالمكان ببحره ونسيمه البارد وامتداده الطبيعي يشكل خلفية مثالية لفعالية تحتفي بالجمال الأصيل.
القنفذة اليوم لا تنتظر من يعرّف بها، بل تبادر وتفتح أبوابها بثقة في خطوة صادقة نحو صناعة حدث يليق بتاريخها. مهرجان "شتائنا تراث وغذاء" يتجه لتحويل المحافظة إلى وجهة سياحية ثقافية مميزة تجذب الزوار من أنحاء المملكة ودول الخليج. احجز مكانك الآن لتعيش التجربة الأصيلة - فهل ستفوت آخر فرصة لتذوق طعم التراث الحقيقي قبل أن يختفي إلى الأبد؟