في تطور خطير يهدد سلامة 4 ملايين نسمة، يحذر المركز الوطني للأرصاد من عاصفة رياح مدمرة ستضرب جدة والليث خلال 18 ساعة متواصلة بسرعات تصل إلى 59 كم/ساعة - أسرع من سيارة تسير في شارع مزدحم! العاصفة تبدأ الساعة الخامسة صباح غد وتستمر حتى الحادية عشرة مساءً، مهددة بانعدام شبه كامل للرؤية وأمواج خطيرة تجتاح المنطقة.
رياح شديدة بقوة استثنائية تستعد لضرب محافظتي جدة والليث وبحرة الشعيبة، مسببة شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية وارتفاع خطير في الأمواج. "المناطق المفتوحة والطرق السريعة ستكون الأكثر تضرراً" يحذر المركز الوطني للأرصاد في بيانه الرسمي. أحمد المالكي، سائق شاحنة من جدة، يروي تجربته مع عاصفة مماثلة: "اضطررت للتوقف ثلاث ساعات على الطريق السريع، لم أعد أرى حتى المرايا الجانبية." صوت عواء الرياح بين المباني وصفير الهواء عبر النوافذ سيصاحب هذا اليوم العاصف.
تشبه هذه العاصفة في قوتها عاصفة الرياض الشهيرة في 2009 التي استمرت يوماً كاملاً، لكن خبراء الأرصاد يؤكدون أن التقنيات الحديثة مكنت من التنبؤ بها قبل 24 ساعة. د. سالم الغامدي، استشاري الطقس، يوضح: "هذه العواصف طبيعية في هذا الوقت من السنة، لكن قوتها هذه المرة استثنائية." السبب يكمن في تغيرات الضغط الجوي والمنخفضات الجوية القادمة من الصحراء، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي الفريد للمنطقة قرب البحر الأحمر.
الحياة اليومية لملايين السكان ستتوقف شبه كلياً، مع توقعات بإغلاق المدارس والجامعات وتأجيل المواعيد الطبية وتوقف أنشطة البناء. منيرة العتيبي، مقيمة في جدة، تصف استعداداتها: "الغبار دخل البيت رغم إغلاق النوافذ والأطفال يسعلون، نستعد بأقنعة الوجه ومرشحات الهواء." المستشفيات تتأهب لزيادة مراجعات أمراض الجهاز التنفسي، بينما يحذر الخبراء من أضرار محتملة في المعدات الخارجية والمحاصيل. الفرصة الوحيدة الإيجابية تكمن في اختبار أنظمة الطوارئ وتطوير تقنيات الإنذار المبكر.
18 ساعة عاصفة بسرعة 59 كم/ساعة ستؤثر على 4 ملايين شخص، والعد التنازلي بدأ. العاصفة ستنتهي بحلول منتصف الليل حسب التوقعات، لكن آثارها قد تستمر أياماً في شكل مشاكل تنفسية وأضرار في الممتلكات. النصيحة الذهبية: ابق في منزلك، استخدم قناع الوجه، وتابع التحديثات الرسمية. السؤال المصيري الآن: هل ستنجو مدن الحجاز من هذا اليوم العاصف دون كوارث بشرية؟