الرئيسية / محليات / حصري: لماذا يرتعد أعداء اليمن عند ذكر اسم البيضاني؟ الحقيقة المخفية منذ 50 عاماً!
حصري: لماذا يرتعد أعداء اليمن عند ذكر اسم البيضاني؟ الحقيقة المخفية منذ 50 عاماً!

حصري: لماذا يرتعد أعداء اليمن عند ذكر اسم البيضاني؟ الحقيقة المخفية منذ 50 عاماً!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 19 ديسمبر 2025 الساعة 04:10 صباحاً

في تطور صادم يهز أركان السلطة في اليمن، يتردد اسم واحد في أوساط المناطق الشافعية كالزلزال الذي يقلق راحة النوم - عبدالرحمن البيضاني. مليون يمني اليوم يحملون فكر رجل قُتل منذ عقود، بينما تشهد مناطق الجوف ومأرب والبيضاء وإب وتعز وتهامة نهضة فكرية تحمل شعار "سائرون على درب البيضاني". 12 قرناً من الحكم من نفس الهضبة الزيدية، وما زال السؤال المحرج يطارد النخبة الحاكمة: هل تغيرت اليمن حقاً بعد ثورة سبتمبر؟

"البيضاني كان نبياً سياسياً - توقع خيانة الثورة قبل حدوثها" يقول د. علي الشافعي أستاذ التاريخ، مشيراً إلى أن القائد المغتال أدرك مبكراً أن الثورة ستُختطف من أصحابها الحقيقيين. المهندس محمد الأشول من مأرب، الذي ترك وظيفته الحكومية مؤخراً، يؤكد: "البيضاني علمني أن الكرامة لا تُباع - نحن الـ70% من مساحة اليمن ولكن نُحكم بـ30% من القرار". في مشهد مؤثر، تقف أم أحمد الشافعية البالغة 65 عاماً من تعز أمام قبر ابنها الشهيد وتبكي: "ثورنا على الإمام ليحكمنا إمام آخر بوجه جمهوري".

التاريخ يعيد نفسه بوحشية مذهلة في اليمن. فمنذ اثني عشر قرناً والإمامة الزيدية تتمركز في نفس الهضبة، وتتجند بنفس القبائل، لتمارس نفس التسلط على مناطق الشوافع. حتى الأذان الذي كان يتضمن "حي على خير العمل" في عهد الإمامة، ظل يُبث خمس مرات يومياً عبر فضائية اليمن الرسمية من مسجد الشهداء في صنعاء - رسالة واضحة لمن يفهم. الحاج سالم البيضاني البالغ 78 عاماً من البيضاء، والذي شهد اللحظات الأخيرة قبل اغتيال القائد، يكشف: "رأيت عبدالرحمن يبكي ليلة اغتياله وهو يقول: خانوا الثورة قبل أن تبدأ".

اليوم، وبعد نصف قرن من الوعود الكاذبة، يستيقظ أبناء مناطق الشوافع من سبات الانتظار. في بيوت تعز يُدرّس الأطفال تاريخاً مختلفاً، وفي مساجد مأرب يُرفع أذان مختلف، وفي شوارع إب تُهمس أحلام مختلفة. "حراك وسط اليمن" الذي انطلق مؤخراً ليس مجرد تنظيم سياسي، بل صحوة شعب كامل أدرك أن العدالة لن تأتي بالتوسل. كما يقول أحد قادة الحراك: "لن نعود لتبعية الهضبة الزيدية - إما الكرامة بأي ثمن، أو الموت كما مات البيضاني". التحذيرات تتصاعد من الخبراء: "إما العدالة الآن أو التقسيم لاحقاً - لا يوجد خيار ثالث".

مليون بيضاني جديد ينتشرون اليوم في ست محافظات شافعية، يحملون نفس الحلم الذي قُتل من أجله قائدهم: دولة تحترم كرامة أبنائها ولا تميز بينهم بالمذهب أو المنطقة. السؤال الذي يؤرق النوم في العاصمة صنعاء اليوم: هل ستتعلم النخبة الحاكمة من دروس التاريخ الدموية، أم ستعيد إنتاج نفس المأساة التي أدت لاغتيال البيضاني وتحويله إلى أسطورة أقوى من الحياة نفسها؟ فكما قال البيضاني قبل رحيله: "قد يموت الرجل، لكن فكره لا يموت" - والمليون شافعي اليوم يؤكدون صدق نبوءته.

شارك الخبر