في تطور صادم يهز المملكة، تسجل السعودية اليوم فروقاً حرارية مرعبة تصل إلى 28 درجة مئوية بين مناطقها، بينما تتساقط الثلوج على تبوك وتضرب سيول مدمرة العاصمة الرياض. رياح عاتية بسرعة 59 كم/ساعة تمحو الرؤية تماماً على الطرق السريعة، في موجة طقس لم تشهدها المملكة منذ عقود.
الكابوس يتجسد حين تسجل تبوك درجة حرارة تحت الصفر (-1 درجة) مع تساقط ثلوج كثيف، بينما تغرق الرياض في سيول جارفة تحول شوارعها إلى أنهار مدمرة. "لم نشهد تقلبات مناخية بهذه الشدة منذ عقود"، يحذر خبراء الأرصاد من المركز الوطني، فيما يروي أحمد السالم، سائق الشحن من الرياض: "عالق لساعات بسبب انعدام الرؤية التام - كأن العالم اختفى أمام عيني."
تكشف الأرقام المفزعة عن واقع مرعب: بينما تسجل مكة المكرمة 27 درجة مئوية، تنخفض الحرارة في تبوك إلى ما تحت الصفر - فرق يفوق ما تشهده قارة أوروبا كاملة بين فصلي الصيف والشتاء. هذه الموجة الاستثنائية تذكرنا بالعاصفة الثلجية التاريخية في الثمانينات، لكنها هذه المرة أكثر شراسة وتدميراً. التغيرات المناخية العالمية تضع بصمتها الثقيلة على الموقع الجغرافي الفريد للمملكة، حيث تتصادم الكتل الهوائية الباردة مع المناخ الصحراوي.
الحياة تتوقف في معظم أنحاء المملكة: المدارس تُغلق أبوابها، المواعيد تُؤجل، والعائلات محاصرة في منازلها وسط أصوات الرعد المدوية وهسهسة الرياح العاتية. تشهد شوارع الرياض مشاهد مرعبة لسيارات عالقة وسط المياه الجارفة، بينما يتمتع سكان تبوك بمنظر الثلوج النادر رغم برودة الهواء التي تخترق العظام. "استيقظت على عالم أبيض لم أتوقع رؤيته هنا"، تصف سارة العتيبي من تبوك مشهداً يبدو من كوكب آخر.
التحذير الأخير: مع استمرار هذا الطقس الجحيمي، يحذر الخبراء من ضرورة تجنب السفر غير الضروري ومتابعة نشرات الطقس لحظة بلحظة. هذه مجرد البداية - فالتوقعات تشير إلى استمرار عدم الاستقرار الجوي لأيام قادمة. السؤال المصيري الآن: هل نحن فعلاً مستعدون لمواجهة المزيد من هذه التقلبات المناخية الشديدة التي تعيد تشكيل خريطة الطقس في المملكة؟
