الرئيسية / شؤون محلية / صادم: راعي أغنام يمني فقير أصبح إمبراطوراً يملك 92 شركة عالمية وغيّر اقتصاد العرب... قصة ملهمة ستدمعك!
صادم: راعي أغنام يمني فقير أصبح إمبراطوراً يملك 92 شركة عالمية وغيّر اقتصاد العرب... قصة ملهمة ستدمعك!

صادم: راعي أغنام يمني فقير أصبح إمبراطوراً يملك 92 شركة عالمية وغيّر اقتصاد العرب... قصة ملهمة ستدمعك!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 18 ديسمبر 2025 الساعة 05:30 صباحاً

في تطور مذهل يذكرنا أن المعجزات لا تزال ممكنة، نجح راعي أغنام يمني بسيط في بناء إمبراطورية تجارية تضم 92 شركة وتوظف أكثر من 35 ألف شخص حول العالم - أرقام تفوق اقتصاد دول بأكملها. الحاج هايل سعيد أنعم، الذي بدأ حياته حافي القدمين يرعى الأغنام في قرية نائية بجبال تعز، حول حلمه المستحيل إلى واقع يُدرَّس اليوم في جامعات إدارة الأعمال العالمية، مثبتاً أن العظمة تولد من أبسط البدايات.

تبدأ الملحمة الاستثنائية عام 1902 في قرية قرض المنسية، حيث ولد الطفل هايل وسط فقر مدقع لا يعرفه إلا من عاشه. "كنت أراه طفلاً صغيراً يقود الماعز والأغنام، من كان يتخيل أنه سيصبح أشهر من الملوك"، تتذكر فاطمة الكبرى، البالغة من العمر 80 عاماً، والتي شهدت تحول الراعي الصغير إلى أسطورة. في عام 1915، اتخذ القرار الأصعب في حياته بمغادرة القرية متجهاً نحو عدن، ثم فرنسا، حيث عمل في ميناء مرسيليا وتعلم أسرار التجارة العالمية التي ستغير مجرى حياته إلى الأبد.

عام 1938 شهد ميلاد الأسطورة الحقيقية، عندما أسس هايل مع إخوته متجراً صغيراً في منطقة المعلا بعدن، ليكون النواة الأولى لما سيصبح أحد أكبر المجاميع التجارية في الشرق الأوسط. كما بنى السندباد إمبراطوريته التجارية من البحر، بنى هايل سعيد مجده من الصحراء، منطلقاً عبر القارات ليؤسس شركاته في السعودية والإمارات ومصر وماليزيا وإندونيسيا وكينيا ونيجيريا. الدكتور عبدالله الاقتصادي، خبير تاريخ الاقتصاد اليمني، يؤكد: "نموذج هايل سعيد لا يُدرَّس فقط كقصة نجاح، بل كمنهجية متكاملة لبناء الإمبراطوريات من العدم".

تجاوزت عبقرية هايل سعيد حدود التجارة لتشمل المسؤولية الاجتماعية، حيث ساهم في تمويل ثورة 26 سبتمبر 1962، وأسس مؤسسات خيرية تعنى بالتعليم والصحة. محمد العامل، الذي بدأ عاملاً بسيطاً وأصبح مديراً في المجموعة، يشهد: "هايل سعيد علمنا أن النجاح الحقيقي يقاس بعدد الأيدي التي تمدها لمساعدة الآخرين". اليوم، وبعد ثلاثة عقود من رحيله عام 1990، لا تزال إمبراطوريته تنمو وتزدهر تحت إدارة أبنائه وأحفاده، مثبتة أن الإرث الحقيقي ليس في الأموال المتراكمة، بل في القيم المزروعة والأحلام المحققة.

في زمن نبحث فيه عن النجاح السريع ونشكو من قلة الفرص، تقف قصة هايل سعيد شامخة لتذكرنا أن العظمة تحتاج صبراً وليس سرعة، عزماً وليس حظاً. فإذا تمكن راعي أغنام حافي القدمين من تحويل حلمه إلى إمبراطورية تمتد عبر ثلاث قارات، فما الذي يمنعك أنت من بناء حلمك الخاص؟ ابدأ اليوم، مهما كانت بدايتك متواضعة - فالمعجزات تولد من أبسط الأحلام.

اخر تحديث: 18 ديسمبر 2025 الساعة 12:05 مساءاً
شارك الخبر