في مشهد لم تشهده المملكة من قبل، يستعد 193 فارساً من 19 دولة للتنافس على جوائز خيالية تبلغ 5 ملايين ريال خلال ثلاثة أيام فقط! في الجنادرية، حيث يلتقي التراث بالحداثة، تشهد السعودية أكبر تجمع للفروسية في تاريخها، مع انطلاق الأسبوع الأخير من بطولة "قفز السعودية" غداً الخميس. هذه آخر فرصة لمشاهدة أقوى منافسات الفروسية في الشرق الأوسط.
يملأ 215 جواداً عربياً أصيلاً إسطبلات الجنادرية في مشهد أسطوري، بينما يستعد أكثر من 90 فارساً سعودياً لإثبات تفوقهم أمام نخبة الفرسان العالميين. "هذه البطولة تضع المملكة على خريطة الفروسية العالمية"، يؤكد الاتحاد السعودي للفروسية، فيما يروي فهد المحيسن، الفارس السعودي البالغ 28 عاماً: "حققت المركز الثالث في الأسبوع الأول، والآن أسعى للقب يحقق حلم كل فارس عربي". قرع حوافر الخيول على أرض الميدان يختلط بهتافات الجماهير المتحمسة.
منذ أيام الملك عبدالعزيز وحبه الأسطوري للخيل العربية، تعود السعودية لتكون مركز الفروسية، لكن هذه المرة بـ18 شوطاً تؤهل للمشاركة في كأس العالم 2026 بتكساس الأمريكية. رؤية 2030 ودعم ولي العهد للرياضة حولا حلماً محلياً إلى منافسة دولية تضاهي أعرق البطولات الأوروبية. خبراء الفروسية يتوقعون أن تصبح هذه البطولة من أهم 5 بطولات عالمياً خلال 3 سنوات.
وسط هذه الملحمة الرياضية، تكتشف العائلات السعودية رياضة جديدة بديلة عن كرة القدم لأطفالها، فيما تشهد القرية الترفيهية إقبالاً جماهيرياً منقطع النظير. "لأول مرة أرى ابني يحلم بأن يصبح فارساً بدلاً من لاعب كرة قدم"، تقول أم أحمد وهي تراقب ابنها مفتوناً بالخيول العربية. التذاكر التي تبدأ من 40 ريالاً فقط تجعل هذا الحدث التاريخي متاحاً لجميع أفراد العائلة، لكن المقاعد تنفد بسرعة البرق.
193 فارس، 19 دولة، 5 ملايين ريال، ومستقبل الفروسية السعودية على المحك خلال 72 ساعة فقط. بين فرسان يحملون أحلام دولهم وجياد عربية تقفز بسرعة 40 كيلومتر/ساعة فوق حواجز يصل ارتفاعها لمتر ونصف، تطرح الجنادرية سؤالاً جوهرياً: في عصر تهيمن فيه كرة القدم على اهتمام الشباب... هل آن الأوان لعودة ملوك الصحراء إلى عروشهم الذهبية؟