قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الأحد إن الآلاف فروا من ديارهم في محافظتي صعدة وعمران شمالي اليمن بسبب القتال الدائر بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، ودعت الجانبين إلى "الحفاظ على أرواح المدنيين". وأعربت اللجنة عن قلقها على سلامة النازحين لا سيما الموجودين في مخيمات قريبة من القتال الدائر في صعدة. ودعت اللجنة الأطراف المشاركة في القتال إلى اتخاذ جميع التدابير لحماية المدنيين وممتلكاتهم والسماح بمعالجة الجرحى وحماية العاملين في المجال الإنساني. وعن الجهود التي تبذلها اللجنة الدولية للصيب الأحمر إزاء محنة المدنيين، قالت المتحدثة باسمها في اليمن رباب الرفاعي في مقابلة مع الجزيرة إن الصيب الأحمر أقام أربعة مخيمات تضم مائة خيمة في محافظة صعدة تتوفر فيها مياه الشرب وبعض المستلزمات الطبية الأولية لمعالجة المرضى. وأشارت رباب إلى أن اللجنة لم تتمكن حتى الآن من تقديم أي مساعدات غذائية للنازحين بسبب الأوضاع الأمنية، ووعدت "بالنظر في ذلك إذا توفرت الظروف الأمنية". وعن الأعداد الدقيقة للنازحين الذين تقدر الحكومة اليمنية عددهم بنحو 17 ألف أسرة، قالت المتحدة إنه ليست لديها أرقام محددة رغم قولها إن ثمة آلافا في صعدة ومئات في عمران. وشهدت محافظة صعدة في أقصى شمال اليمن وعلى مقربة من الحدود السعودية على مدى الأسبوعين الماضيين أوسع مواجهات بين الجيش والحوثيين استخدم فيها الجيش للمرة الأولى الطيران الحربي والقصف المدفعي البعيد المدى. الجيش استخدم الطيران الحربي لأول مرة ميدانيا وعلى الصعيد الميداني أصيب ستة جنود يمنيين في اشتباكات مع الحوثيين في محافظة صعدة. ونقل مراسل الجزيرة أحمد الشلفي عن مصادر طبية محلية قولها إن الجنود أصيبوا في الاشتباكات التي وقعت اليوم الأحد –والتي لا تزال مستمرة- بين القوات الحكومية والحوثيين في منطقة عين جنوبي مدينة صعدة وفي منطقة العند والخفجي شمال غرب المدينة. وأشار إلى أن الجنود المصابين نقلوا إلى مستشفى السلام بمدينة صعدة حيث يتلقون العلاج. وأوضح أن المعارك بين الجانبين دخلت اليوم مرحلة جديدة مما تسميه الحكومة اليمنية الحسم العسكري وهي مرحلة الاشتباكات، مبينا أن القوات الحكومية تتقدم للهجوم على مواقع للحوثيين بهدف إنهاء سيطرتهم على الأماكن التي استولوا عليها منذ العام 2004 وحتى الآن. ونقلت وكالة يونايتد برس إنترناشيونال عن مصدر يمني وصفته بالمطلع أن الجيش أحكم اليوم الحصار على مدينة حرف سفيان القريبة من محافظة صعدة، كاشفا عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين خلال القتال في المدينة. الحوثيون قالوا إنهم قتلوا تسعة جنود حكوميين اليوم (الفرنسية) صد هجوم وبحسب مراسل الجزيرة مراد هاشم فقد تحدثت مصادر الحوثيين عن صد هجوم كبير للجيش اليوم في منطقة الملاحيظ، وفقد الجيش في الهجوم تسعة من جنوده. في الأثناء نفت الحكومة اليمنية اتهامات الزعيم المتمرد عبد الملك الحوثي السلطات بضرب المدنيين في محافظة صعدة بواسطة الطائرات الحربية أو باستخدام الذخائر الفوسفورية في حملتها العسكرية. ونفت وزارة الدفاع اليمنية في بيان ما وصفته بمزاعم الحوثي بشأن قصف مخيمات النازحين واستخدام الطائرات قنابل فوسفورية. وقال البيان إنها "مزاعم لتغطية الإرهابي الحوثي ومن معه للجرائم التي يرتكبها في حق المواطنين بصعدة". وأكد مصدر في الوزارة حرص الدولة ووزارة الدفاع والقوات المسلحة والأمن على تجنيب المواطنين أي أذى، وقال إن "المهمة الأساسية للقوات المسلحة في هذه العملية هي إنقاذ المواطنين الأبرياء من إرهاب الحوثي ومن معه وحمايتهم وممتلكاتهم من النهب والتخريب والاعتداء".