في تطور صادم هز الشارع الرياضي السعودي، انفجرت موجة غضب شعبية عارمة تطالب برحيل ياسر المسحل من رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، بعد الخروج المؤلم من نصف نهائي كأس العرب أمام الأردن بهدف وحيد. مليارات الدولارات المستثمرة تنهار أمام هدف أردني واحد، في مشهد وصفه النقاد بـ"الفضيحة الرياضية" التي تتطلب محاسبة فورية.
أحمد المشجع، الذي سافر من الرياض إلى الدوحة لمتابعة المباراة، لا يخفي إحباطه الشديد: "شاهدت أحلام ملايين السعوديين تتحطم في 90 دقيقة". المشهد في المدرجات كان مؤلماً، حيث طوى المشجعون أعلامهم الخضراء بحزن بالغ، بينما ارتفعت أصوات الاستهجان ضد الأداء الباهت رغم الإمكانات الهائلة. الخبراء يجمعون على أن المدرب الفرنسي هيرفي رينارد فقد الشجاعة في اتخاذ القرارات الحاسمة، خاصة تهميش مصعب الجوير الذي كان يمكنه تغيير مجرى الأحداث.
هذا الإخفاق ليس الأول في سجل الاتحاد تحت قيادة المسحل، حيث شهدت الفترة الماضية سلسلة من الأخطاء الإدارية والفنية التي تراكمت لتنفجر في وجه المنتخب الأخضر. فضيحة كأس السوبر السعودي، حيث دُعي الأهلي بدلاً من الهلال دون مبرر واضح، تضاف إلى قائمة طويلة من القرارات المثيرة للجدل. د. سعد الرياضي، المحلل الكروي، يؤكد أن "المشكلة في التخطيط وليس في قدرات اللاعبين"، مشبهاً الوضع بجندي مسلح بأحدث الأسلحة يخسر أمام مقاتل بسيف قديم.
الشارع السعودي يغلي غضباً، والمقاهي الشعبية تشهد نقاشات حادة حول مستقبل كرة القدم السعودية مع اقتراب موعد كأس العالم 2034. فيصل المتابع، الذي حضر المباراة مع أصدقائه، يصف المشهد: "الإحباط كان واضحاً على وجوه اللاعبين من الدقيقة الأولى". المطالبات بـالتغيير الجذري تتزايد كل ساعة، بينما يحذر الخبراء من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى كارثة أكبر في المحافل القادمة، خاصة مع ثقل المسؤولية المرتقب في استضافة أكبر حدث كروي عالمي.
أمام هذا الواقع المؤلم، تبرز أصوات تدعو إلى استثمار هذه الأزمة كفرصة ذهبية للإصلاح قبل فوات الأوان. الساعات القادمة حاسمة في تحديد مسار كرة القدم السعودية، وسط توقعات بـتحركات جذرية في أروقة الاتحاد. هل ستكون صفعة الأردن بداية النهضة الحقيقية، أم مقدمة لكوارث أكبر تهدد أحلام المملكة الكروية؟