الرئيسية / شؤون محلية / صادم: موظف سعودي يعمل بـ'أنبوب أكسجين' منذ 37 عاماً... والسبب سيدمعك!
صادم: موظف سعودي يعمل بـ'أنبوب أكسجين' منذ 37 عاماً... والسبب سيدمعك!

صادم: موظف سعودي يعمل بـ'أنبوب أكسجين' منذ 37 عاماً... والسبب سيدمعك!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 16 ديسمبر 2025 الساعة 05:40 مساءاً

في مشهد يلخص معنى الإصرار الإنساني، يواصل سلطان الشمري عمله اليومي في جامعة حائل وأنبوب الأكسجين لا يفارق أنفه، في رحلة كفاح دامت 37 عاماً مع حساسية الصدر القاتلة. صورة واحدة كانت كافية لتحويل هذا الموظف السعودي إلى رمز وطني، لكنها أثارت جدلاً واسعاً حول حدود التضحية والمسؤولية.

انتشرت الصورة كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مُظهرة الشمري جالساً خلف مكتبه والأسطوانة الزرقاء إلى جانبه كرفيق دائم في معركة البقاء. "لم أتوقع أن تصل الصورة لهذا الحد من الانتشار" يقول محمد الحائلي، زميل العمل الذي التقط الصورة دون قصد تحويلها لحديث البلاد. الأرقام تحكي قصة مؤلمة: آلاف المشاركات خلال ساعات قليلة، لكن وراءها إنسان يصارع كل نفس منذ عقود.

المعاناة بدأت قبل 37 عاماً، عندما كان الشمري شاباً يحلم بمستقبل عادي، لكن حساسية الصدر الشديدة حولت حياته لمعركة يومية مع الهواء نفسه. "نوبات الربو تتكرر، لا سيما في فصل الشتاء" يوضح الشمري بصوت متقطع، بينما تشهد منطقة حائل أقسى فصول الشتاء في المملكة. الخبراء يؤكدون أن حالات كهذه نادرة الشدة، حيث يصف د. عبدالله، استشاري الأمراض الصدرية: "حالات الربو المزمن تتطلب رعاية خاصة في بيئة العمل".

بينما أشادت جامعة حائل بـ"روح العطاء والانتماء" التي جسدها موظفها، تبقى التساؤلات حول العدالة مُعلقة في الهواء. أحمد السعودي، موظف حكومي يعاني من مرض مزمن، يشاركه المعاناة: "أعرف ألم سلطان، فأنا أيضاً أعمل رغم مرضي". آلاف الموظفين يواجهون تحديات مشابهة صامتة، في مجتمع يقدر العمل أحياناً فوق الصحة. ردود الفعل انقسمت بين من يرى فيه نموذجاً للإخلاص، وآخرين يتساءلون عن حقوق العامل في بيئة عمل آمنة.

هذه ليست مجرد قصة موظف مثالي، بل مرآة تعكس واقع المرضى المزمنين في بيئات العمل العربية. السؤال الحارق الذي يطرح نفسه بقوة: هل نحن نحتفي بالتضحية أم نتواطأ مع المعاناة؟ وهل من العدل أن يحمل إنسان عبء إثبات إخلاصه بصحته وأنفاسه؟

شارك الخبر