في تطور صادم هز عالم الكرة المصرية، يواجه الزمالك أزمة حقيقية قد تدمر طموحاته في كأس عاصمة مصر، حيث سيدخل مواجهة حرس الحدود المصيرية السبت المقبل وهو مبتور الأطراف تماماً، بغياب 7 نجوم من صانعي اللعب الأساسيين. الأرقام مرعبة: أكثر من ربع القوة الضاربة للعملاق غائبة في ليلة واحدة، بينما الخصم الجائع ينتظر الفريصة الذهبية للانقضاض.
تشهد كواليس النادي الأبيض حالة من الذعر الحقيقي، فالقائمة السوداء تضم كوكبة من النجوم: سيف الجزيري منضم لتونس، بينما حسام عبد المجيد وأحمد فتوح ومحمد شحاتة ومحمد صبحي ومحمد إسماعيل يلبون نداء المنتخب المصري، وشيكو بانزا يمثل أنجولا. "لم أشهد أزمة بهذا الحجم منذ 30 عاماً من تشجيعي للزمالك،" يقول أحمد الجماهيري وهو يحتضن رأسه بيديه، "كيف سندخل مباراة مصيرية بنصف جيش؟"
الوضع أشبه بدخول معركة أحد دون المحاربين الأساسيين، فالزمالك الذي اعتاد على القوة والهيبة، يجد نفسه مثل سيارة فارهة بدون عجلاتها الأساسية. النجاح الدولي للاعبيه - الذي كان مصدر فخر - تحول إلى لعنة تهدد طموحاته المحلية. المفارقة المؤلمة أن تعادل الفريق المثير 3-3 مع كهرباء الإسماعيلية في الجولة الأولى أظهر إمكانيات هجومية رائعة، لكن مع غياب هذا الكم من النجوم، تبدو المعادلة مختلفة تماماً.
في المقابل، يعيش محمود الحدودي قائد حرس الحدود أجمل أحلامه، حيث يرى في هذه المواجهة فرصة العمر للانقضاض على العملاق الجريح. ملايين المشجعين في مصر والوطن العربي يقضون ليالي أرق، بينما تتصاعد أصوات الانتقاد لسياسة الاعتماد المفرط على اللاعبين الدوليين. مدرجات ملعب المقاولون العرب ستشهد السبت 20 ديسمبر صراعاً بين الأبيض الباحث عن الكرامة والأحمر الطامح في المفاجأة.
الساعات القليلة المتبقية قبل المباراة تحمل سؤالاً مصيرياً: هل سيثبت الزمالك أن العمق في مقاعد البدلاء حقيقة وليس مجرد شعار؟ أم أن هذه الليلة ستشهد بداية انهيار حلم موسم كامل؟ الجماهير الآن أمام امتحان الولاء الحقيقي - مساندة فريقها في أحلك لحظاته، بينما الخصوم يترقبون لحظة السقوط التاريخية. المباراة الساعة الثامنة مساء السبت، والسؤال الأهم: مَن سيكتب التاريخ؟