في تطور مفاجئ يعكس التقلبات الجنونية لأسواق الذهب، شهدت محلات الصاغة المصرية انخفاضاً بـ25 جنيهاً مساء اليوم، بينما حقق المعدن النفيس ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 64% منذ بداية العام - رقم يعني أن كل ألف جنيه استثمرت في الذهب أوائل 2025 أصبحت اليوم 1640 جنيهاً. خبراء يحذرون: نافذة الشراء بالأسعار المنخفضة قد تغلق خلال ساعات، فهل هذه فرصتك الذهبية الأخيرة؟
وسط أجواء من الترقب والإثارة، سجل عيار 21 سعر بيع 5750 جنيه وشراء 5730 جنيه، بعدما حقق مكاسب قوية بـ130 جنيهاً خلال الأسبوع الماضي وحده. "أسعار الذهب حققت مكاسب قوية بارتفاع 130 جنيهاً خلال أسبوع واحد، حيث بدأ عيار 21 عند 5615 جنيهاً واختتم عند 5745 جنيهاً"، يؤكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة بيع وشراء الذهب. حسام، صائغ بخان الخليلي، يصف المشهد: "العملاء يسألون كل ساعة عن السعر، الكل خائف من ارتفاع جديد، ولمعان الذهب تحت أضواء الفترينات يجذب حشود المستثمرين".
خلف هذا الانخفاض المؤقت تقف سلسلة من القرارات المصيرية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث خفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة هذا العام بـ25 نقطة أساس، ليصل النطاق المستهدف إلى 3.50% - 3.75%. "السياسة النقدية باتت في وضع يسمح بالانتظار ومراقبة تطورات الاقتصاد"، صرح جيروم باول رئيس الفيدرالي. هذا المشهد يذكرنا بالأزمة المالية العالمية 2008، عندما لجأ المستثمرون للملاذ الآمن، لكن الفارق اليوم أن الأونصة العالمية تسجل 4296 دولار - سعر يفوق قيمة سيارة مستعملة متوسطة، لقطعة ذهب بحجم علبة الثقاب.
وبعيداً عن أرقام البورصات، تواجه أم محمد، ربة منزل من القاهرة، معضلة حقيقية: "كنت أنتظر انخفاض السعر لشراء أساور لابنتها، لكن الأسعار ارتفعت 130 جنيه خلال أسبوع واحد". على الجانب الآخر، يحتفل أحمد الاستثماري، شاب في الثلاثينيات الذي اشترى 10 جرامات ذهب أوائل العام بـ35 ألف جنيه - اليوم تساوي 57 ألف جنيه. التوقعات تشير إلى استمرار هذا الجنون، خاصة مع ترقب بيانات الوظائف الأمريكية التي قد تحدد مسار السياسة النقدية، بينما تقدر الأسواق احتمالاً بـ76% لإبقاء الفوائد دون تغيير في اجتماع يناير 2026.
مع استمرار عدم اليقين العالمي وتراجع الدولار لأدنى مستوياته في شهرين، يبقى الذهب الملاذ الآمن المفضل للمستثمرين. الخبراء ينصحون بالشراء التدريجي واغتنام فرص الانخفاضات المؤقتة، لكن السؤال المحوري يبقى: هل ستكون هذه آخر فرصة للشراء بهذه الأسعار، أم أن انخفاضاً أكبر في الطريق؟ الإجابة تكمن في قرارات ستتخذ خلال الساعات المقبلة في أروقة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.