في لحظة تاريخية تحبس الأنفاس، كشف الفرنسي هيرفي رينارد عن سلاحه السري لمواجهة الأردن في نصف نهائي كأس العرب - تشكيلة متفجرة تحمل أحلام 35 مليون سعودي وطموح إنهاء انتظار دام 27 عاماً منذ آخر لقب عربي. 90 دقيقة فقط تفصل الأخضر عن حلم النهائي، في مباراة ستتوقف لأجلها المملكة بأكملها مساء اليوم على ملعب البيت القطري.
اختار رينارد تشكيلة متوازنة تمزج بين نار الشباب وحكمة الخبرة، مع وضع ثقته الكاملة في نواف العقيدي حارساً للمرمى. "هذه التشكيلة تعكس فلسفتي الهجومية وستكون مفتاح عبورنا للنهائي"، صرح المدرب الفرنسي بثقة. خالد العتيبي، مشجع من الرياض سافر للدوحة خصيصاً للمباراة، يقول بتوتر: "قلبي يخفق كالطبل... لا أحتمل تكرار خيبات الماضي". الإحصائيات تؤكد أن هذا أول نصف نهائي للسعودية في البطولة العربية منذ 2012.
وصل الأخضر لهذه المرحلة الحاسمة بعد مسيرة مقنعة في الأدوار السابقة، حيث استطاع رينارد - الذي قاد السعودية لانتصار تاريخي على الأرجنتين في مونديال قطر 2022 - أن يخلق انسجاماً تكتيكياً مثالياً بين خطوط الفريق. "مثل معركة حطين الحاسمة، هذه المباراة ستحدد مصير السعودية"، يؤكد د. فهد المطلق، المحلل الكروي، مشيراً إلى أن آخر لقب عربي للسعودية كان عام 1998. التوقعات الجماهيرية تضغط بثقل جبال الحجاز على أكتاف اللاعبين.
في هذه الأثناء، تستعد المقاهي والمطاعم السعودية لليلة استثنائية، حيث تأجلت مناسبات عائلية وأُغلقت محال تجارية مبكراً ترقباً للقاء المصيري. محمد السبيعي، مشجع في الدوحة، يصف الأجواء: "التوتر لا يُحتمل، والأعلام السعودية تملأ كل شارع في قطر". 3 ملايين مشاهد سعودي متوقع أن يتابعوا المباراة عبر القنوات الناقلة، بينما يحذر الخبراء من ضرورة تجنب التوتر الزائد والثقة في قدرات الفريق تحت قيادة رينارد الماهرة.
التشكيلة المختارة تحمل توازناً مدروساً بين القوة الدفاعية والسرعة الهجومية، مع رهان واضح على صالح أبوالشامات وفراس البريكان في المقدمة. نواف العقيدي يقف كحارس أخير أمام أحلام الملايين، بينما يبقى السؤال الأهم معلقاً في سماء الدوحة: هل ستكتب هذه التشكيلة التاريخ وتقود السعودية لنهائي تاريخي، أم ستبقى مجرد حلم جميل انتهى في ليلة ديسمبرية باردة؟
