تحدثت مصادر حكومية وأخرى لدى التمرد الحوثي في اليمن عن مقتل عشرات الأشخاص في قتال دائر منذ يومين في مديريات صعدة حيث نزح 130 ألف شخص وفرضت حالة الطوارئ ووضعت السلطات ستة شروط لوقف الاشتباكات التي تعد الأعنف منذ إعلان الرئيس عبد الله صالح إنهاء المعارك قبل 13 شهرا.
وقصف الجيش اليوم منطقتي حيدان ومطرة القريبتين من الحدود السعودية اللتين تعدان أهم معاقل الحوثيين.
وحسب المتمردين قتل 15 مدنيا في قصف على سوق في حيدان، فيما تحدث مصدر حكومي عن 20 قتيلا حوثيا.
وطال القصف الحكومي مديريات حيدان وضحيان ومطره والمهاذر.
شروط الحكومة
واتهمت اللجنة الأمنية العليا -التي يترأسها الرئيس علي عبد الله صالح- الحوثيين بالتسبب في اندلاع العنف وباستهداف المدنيين وقوات الحكومة.
ووضعت اللجنة ستة شروط إن استجيب لها "لا يوجد أي مانع لدى الدولة من إطلاق سراح جميع السجناء دون قيد أو شرط"، حسب مصدر فيها، لكنها هددت أيضا بـ"الضرب بيد من حديد".
وتشمل الشروط انسحاب المتمردين من مناطق صعدة وإزالة الحواجز وتسليم أجانب مختطفين، وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية والنزول من الجبال ومواقع التمترس وتسليم المعدات التي استولي عليها.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية بحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم طارق الشامي للجزيرة إن المتمردين لم يستجيبوا لدعوات السلام، وسيطروا على مناطق خرج منها الجيش، وقطعوا الطرق بين صعدة والعاصمة، واعتبر أن من حق الدولة فرض الأمن وحماية المواطنين ولو بالقوة.
وقال وكيل وزارة الداخلية اللواء محمد القواسي إن الحكومة اليمنية "تمارس ضبط النفس تماشيا مع تعليمات الرئيس"، لكنها لن تسمح بخروق تتجاوز الخط الأحمر، حسب تعبيره.
احتجاز مدنيين
وحمّل المجلس المحلي لمحافظة صعدة أتباع زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي مسؤولية ما يحدث من "قتل ونهب واختطاف".
واتهمت الحكومة المتمردين باحتجاز مدنيين، وقالت إن الهجوم جاء لحماية السكان بما يمليه الدستور.
الحكومة تقول إن الحوثيين يريدون إحياء نظام الإمامة في اليمن (الجزيرة)
لكن الحوثيين أكدوا أن محتَجَِزيهم جنود أسروا، وتحدثوا عن قتيل واحد في صفوفهم في أربعة أيام من المعارك، وحذروا الحكومة من أن خسائرها ستكون أكبر من خسائر الجولات السابقة.
وقال مراسل الجزيرة إن العمليات مرشحة للتزايد رغم جهود رئيس لجنة الوساطة فارس مناع.
أزمة نزوح
وتحدثت مسؤولة في مفوضية اللاجئين الأممية في شمال اليمن عن 1500 عائلة نزحت في منطقة الملاحيط حيث دارت بعض من أعنف المعارك، وتحدثت أخرى عن 230 عائلة وصلت إلى مركز المحافظة بعد قطع مئات الكيلومترات قادمة من مناطق مختلفة من صعدة.
وتقول الحكومة إن الحوثيين -وهم فرقة زيدية بدؤوا القتال في 2004- يريدون إحياء نظام الإمامة الذي أطيح به في انقلاب في شمال اليمن في 1962.
والزيديون أقلية شيعية في اليمن السني، لكنهم أكثرية في شماله المحاذي للمملكة العربية السعودية التي تخشى أن يشجع التمرد الحوثي الأقلية الشيعية فيها.
ويقول كريستوفر بوسيك خبير الشؤون اليمنية في مؤسسة كارنيغي إن كون القتال يجري "على حدود أكبر منتج للنفط في العالم" يؤشر على الخطر الأمني في اليمن ويظهر هشاشة هذا البلد، حيث عجزت الحكومة عن القضاء على التمرد، وبات عجزها المتصاعد يشجع القاعدة.