في تطور صادم يهز أركان الكرة السعودية، تواجه إدارة نادي الاتحاد قراراً مصيرياً قد يغير وجه الدوري السعودي إلى الأبد. سنتان فقط تفصل النادي عن فقدان استثمار بمئات الملايين، حيث تدخل مفاوضات حاسمة مع النجمين الفرنسيين كريم بنزيما ونغولو كانتي لتجديد عقديهما المنتهيين في موسم 2025-2026. النجم الحائز على بالون دور وزميله بطل العالم قد يتركان السعودية معاً، في قرار سيعيد تشكيل خريطة كرة القدم العربية بالكامل.
وفقاً لبرنامج "دورينا غير" عبر القنوات الرياضية السعودية، تجري مفاوضات محمومة في أروقة النادي لحسم مستقبل أبرز نجميه، مع كشف مصادر مطلعة عن توجه لتخفيض راتب كانتي مقارنة بعقده الحالي الموقع عام 2023. "المفاوضات مستمرة لكن لا شيء محسوم بعد"، يؤكد مصدر في النادي، بينما يروي أحمد المطيري، مشجع الاتحاد منذ 20 عاماً: "أخشى من عودة الفريق لسنوات الظلام قبل وصول النجوم، هذا القرار سيحدد مصيرنا للعقد القادم."
يأتي هذا التطور في ظل موجة الاستثمار السعودي الضخم في كرة القدم منذ 2023، والتي جذبت أبرز النجوم العالميين بعقود فلكية ضمن رؤية المملكة 2030. لكن السؤال المحوري اليوم: هل تستطيع السعودية الموازنة بين طموحاتها الرياضية والاستدامة المالية؟ يحذر د. محمد العريفي، خبير الاقتصاد الرياضي: "مخاطر الاعتماد على النجوم الأجانب فقط قد تكون كارثية، خاصة عندما تنتهي عقودهم معاً." هذا الوضع يذكرنا برحيل كريستيانو رونالدو من ريال مدريد عام 2018، الذي ترك فراغاً هائلاً احتاج سنوات للتعافي منه.
التأثير يتعدى أسوار الملاعب ليصل إلى الشارع السعودي والخليجي، حيث باتت أحاديث المقاهي الشعبية تتمحور حول مصير النجمين. ياسر الشهري، الذي حضر جميع مباريات الاتحاد هذا الموسم، يصف الأجواء: "المدرجات مليئة بلافتات تطالب بالبقاء، لكن الوجوه متوترة والقلق واضح على الجماهير." من جهة أخرى، يرى سالم الدوسري، المستثمر الرياضي، فرصة ذهبية: "بقاء النجمين سيحقق عوائد ضخمة، لكن رحيلهما قد يفتح المجال لاستثمار أفضل في المواهب المحلية."
مع اقتراب الموعد النهائي لاتخاذ القرار، تقف السعودية أمام مفترق طرق حاسم بين الاستمرار في النهج النجومي أو البحث عن استراتيجية جديدة تعتمد على التطوير المحلي. القرار المقبل سيحدد ليس فقط مصير نادي الاتحاد، بل مسار الاستثمار الرياضي السعودي بأكمله. على الجماهير دعم أي قرار يضمن المصلحة طويلة المدى للكرة السعودية. لكن السؤال الذي يؤرق الملايين: هل ستنجح المملكة في الاحتفاظ بنجومها أم أن عصر الاستثمار النجومي في الدوري السعودي بدأ ينحسر فعلاً؟