قال مصدر رئاسي في اليمن، ان مستشار الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الخاص إلى اليمن جمال بن عمر، قد أعطى الضوء الأخضر للرئيس اليمني التوافقي عبد ربه منصور هادي بشأن إصدار قرارات تعمل على تهيئة الأجواء أمام انطلاق مؤتمر الحوار المتوقع بدء أعماله الشهر المقبل.
وأضاف المصدر في تصريح لـ " يمن برس"، ان بيان المبعوث الدولي لليمن الذي أصدره الجمعة بصنعاء، بمثابة الضوء الأخضر للرئيس هادي من قبل المجتمع الدولي بشأن اتخاذ قرارات جريئة وقوية بشأن تهيئة الأجواء لبدء مؤتمر الحوار، حيث طالب البيان القيادة السياسية في اليمن اتخاذ خطوات جريئة وملحة جدا لضمان نجاح مؤتمر الحوار وتهيئة الأجواء له.
ويأتي بيان بن عمر في الوقت الذي يتطلع فيه اليمنيون نحو الرئيس هادي وما سيتخذه من إجراءات وقرارات وخطوات فعلية تخرج البلاد من الوضع الذي تعيشه منذ مطلع العام الماضي.
وكان آلاف اليمنيين تظاهروا الجمعة، في صنعاء ومدن رئيسية أخرى، للمطالبة بإقالة نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، من قيادة أبرز فصائل الجيش المنقسم على خلفية اضطرابات العام الماضي، إلى جانب اللواء المنشق علي محسن الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع، والعميد يحيى محمد عبدالله صالح أركان حرب قوات الأمن المركزي، نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وعدد من الرموز والشخصيات التي يعتقدون انها كانت وراء ما وصلت اليه البلاد من تدهور في شتى المجالات.
وكان بيان بن عمر الذي جاء بمناسبة مرور عام على توقيع المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية، دعا كافة القيادات السياسية واللجنة الفنية المسؤولة عن التحضيرات للحوار إلى حل القضايا المهمة العالقة، باعتبار ذلك ضرورة ملحة جداً لإطلاق المؤتمر وإعطاء جميع المكونات الفرصة لمناقشة القضايا المهمة التي تواجه البلاد.
واشار بيان المبعوث الأممي لليمن إلى ان الحوار الوطني ملكاً لليمنيين وبقيادة يمنية، وسيكون مهماً لتأمين مستقبل اليمن الديموقراطي وتحديد هويته المستقبلية، لكن نجاحه يتطلب خطوات جريئة لطمأنة جميع اليمنيين بتحقيق تطلعاتهم وآمالهم.
وتابع :"والمطلوب الآن هو الانتهاء سريعاً من التحضيرات تكريساً لمساهمة اللجنة في العملية الانتقالية".. لكنها استدرك قائلا: "إن هذه العملية تظل هشة، وتحدق فيها مخاطر كبيرة، فهي ما تزال مهددة من الذين لم يدركوا بعد أن التغيير يجب أن يحدث الآن، علماً أنها مرتكزة إلى خارطة طريق واضحة تلقى تأييداً كبيراً من الشعب اليمني، وهي توفر الفرصة لمشاركة مجدية للجميع، وتعطي الأمل في يمن مستقر ومزدهر".
من جانبهم هتف آلاف المتظاهرين في صنعاء، تجمعوا في شارع الستين الشمالي حيث منزل الرئيس هادي، بشعارات "للضمان وللنجاح.. قيلوا عائلة السفاح"، "يا هادي بعد الإقالة.. المؤتمر ينجح أعماله"، و"الإقالة مطلب واضح.. من أجل حوار ناجح".
وقال المسؤول الإعلامي بـ " اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية والشعبية "، التي قادت احتجاجات العام الماضي، إن “الفصائل الثورية تدرس حالياً مقترحات بالتصعيد الثوري ضد الرئيس هادي” لإرغامه على إقالة نجل سلفه.
وأضاف محمد الصبري لـ صحيفة "الاتحاد" الاماراتية: “ندرس أولاً ممارسة ضغط خارجي على الرئيس هادي لتحقيق مطالبنا، وفي حال فشل ذلك سنبدأ بالتصعيد الثوري في كافة المدن اليمنية”.
وتأتي هذه التفاعلات والأحداث كمؤشرات على قرب صدور قرارات رئاسية قوية، إلى جانب مؤشرات أخرى حدثت خلال اليومين الماضين، منها " التسريبات التي نشرها موقع صحيفة الثورة الرسمية حول قرب صدور قرارات رئاسية بإقالة نجل صالح، وقائد " الفرقة الأولى مدرع "، اللواء علي محسن الأحمر، الذي يتزعم أحد معسكري الانقسام داخل الجيش اليمني.
كما يأتي حثت الولايات المتحدة لرعاياها في اليمن على مغادرة هذا البلد بسبب "مستوى التهديد الأمني"، الذي قالت إنه "مرتفع للغاية" في هذا السياق، حيث تتوقع الخارجية الأميركية، حدوث فوضى وانفلات أمني في حال صدرت مثل تلك القرارات.