في تطور مرعب يهدد استقرار المنطقة العربية، تشهد الخريطة الجيوسياسية تغييرات جذرية قد تؤدي إلى اختفاء دولتين عربيتين من الوجود خلال العقد المقبل، وفقاً لتقرير استخباراتي سري تسرب من مراكز الدراسات الاستراتيجية الدولية. الخبراء يحذرون: ما يحدث الآن ليس مجرد أزمة مؤقتة، بل إعادة تشكيل كاملة للنظام الإقليمي العربي بطريقة لم يشهدها التاريخ الحديث.
التقرير الذي حصلت عليه مصادر دبلوماسية موثقة يكشف أن الصومال واليمن يواجهان خطر التفكك الكامل والاختفاء كدولتين ذات سيادة، مع احتمالية تقسيمهما إلى كيانات متناحرة أو ضمهما لقوى إقليمية أخرى. الأمين العام السابق للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، علق قائلاً: "نحن أمام سيناريو يفوق أسوأ توقعاتنا، والصمت الدولي مريب ومقلق." المحلل السياسي محمد الأسعد يضيف: "الوضع في هاتين الدولتين تجاوز كل الخطوط الحمراء، والمجتمع الدولي يتفرج على كارثة إنسانية وسياسية."
الأزمة في الصومال تعود لجذور عميقة بدأت مع سقوط نظام سياد بري عام 1991، لتتحول البلاد إلى ساحة للحروب الأهلية والتدخلات الأجنبية. أما اليمن، فيشهد منذ 2014 حرباً مدمرة حولته إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مع تقسيم فعلي للسيطرة بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين. المقارنة تشبه ما حدث لـالإمبراطورية العثمانية في بداية القرن العشرين، عندما تفككت وأعيد تقسيم خريطة المنطقة بالكامل، لكن هذه المرة التهديد يطال دولاً عربية حديثة.
الملايين من المواطنين في البلدين يواجهون يومياً مخاطر الجوع والمرض والموت، مع 24 مليون يمني و15 مليون صومالي يحتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة. فاطمة، لاجئة يمنية في مخيم بجيبوتي، تروي: "فقدت وطني مرتين، مرة عندما هربت من القصف، ومرة أخرى عندما أدركت أنه قد لا يبقى وطن لنعود إليه." السيناريوهات المحتملة تتراوح بين التدخل الدولي المباشر، أو التقسيم تحت رعاية أممية، أو الضم الكامل لدول الجوار، مع فرص ضئيلة لاستعادة الوحدة والاستقرار.
هذا التطور الخطير يضع العالم العربي أمام اختبار حقيقي لقدرته على حماية أعضائه من الزوال، ويطرح أسئلة مؤلمة حول مستقبل النظام العربي برمته. هل ستكون هاتان الدولتان بداية لموجة تفكك أوسع في المنطقة؟ وهل العالم مستعد لرؤية المزيد من الدول العربية تختفي من الخريطة في السنوات المقبلة؟ الوقت ينفد، والحلول تبدو أبعد من أي وقت مضى.