الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: البنك المركزي اليمني يحسم معركة الصرف بقرار صادم... هل ينهار سوق العملة أم ينتعش الريال؟
عاجل: البنك المركزي اليمني يحسم معركة الصرف بقرار صادم... هل ينهار سوق العملة أم ينتعش الريال؟

عاجل: البنك المركزي اليمني يحسم معركة الصرف بقرار صادم... هل ينهار سوق العملة أم ينتعش الريال؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 13 ديسمبر 2025 الساعة 11:35 صباحاً

في تطور صادم هز الأسواق اليمنية، 3 ريالات فقط تفصل بين البيع والشراء في أحدث قرار يصدره البنك المركزي اليمني لضبط سوق العملات الذي فقد السيطرة تماماً. بجرة قلم واحدة، يحاول البنك إنقاذ عملة انهارت بنسبة 80% من قيمتها منذ عام 2014، في خطوة يصفها الخبراء بأنها "محاولة ترتيب بيت يحترق". التحذيرات الصارمة بسحب التراخيص تجبر الصرافين على اتخاذ قرار مصيري خلال ساعات قليلة.

التعميم الرسمي الذي أحدث ضجة كبيرة في أروقة البنوك حدد سعر شراء الريال السعودي بـ425 ريال يمني وسعر البيع بـ428 ريالاً، مع تهديدات واضحة بمعاقبة المخالفين. "البنك يهددنا بسحب الترخيص، لكن كيف نلتزم بسعر لا يعكس السوق الحقيقي؟" يتساءل محمد العولقي، صاحب محل صرافة في العاصمة صنعاء، بينما يمسح العرق البارد من جبينه. هذا الفارق الضئيل بين البيع والشراء - أضيق من شعرة مقارنة بالفوضى السابقة - يهدف إلى كسر حلقة المضاربة التي نهشت في جسد الاقتصاد اليمني.

ليس هذا القرار الأول من نوعه، فقد سبق للبنك المركزي أن فرض تسعيرات مماثلة في المحافظات المحررة، كالإجراءات التي اتخذتها تركيا عام 2018 لإنقاذ الليرة من الانهيار الكامل. "هذا القرار شجاع وضروري لإنقاذ ما تبقى من الاقتصاد اليمني"، يؤكد د. سالم الحكيمي، الخبير الاقتصادي، مضيفاً أن موجة الارتفاعات غير المبررة والمضاربات العشوائية دفعت البنك لاتخاذ هذه الخطوة الحاسمة. لكن التحدي الأكبر يكمن في التطبيق الفعلي وسط الانقسام السياسي الذي يشق البلاد.

في الأسواق الشعبية، يتردد صدى القرار بين آمال حذرة ومخاوف مشروعة. "كنت أخسر يومياً بسبب تقلبات الأسعار الجنونية، لم أعد أفهم السوق"، يحكي أحمد المحمدي، تاجر من صنعاء، وهو يقلب أوراقه النقدية بيدين مرتعشتين. هذا الاستقرار المحتمل قد يعني عودة الثقة تدريجياً للمغتربين اليمنيين الذين يرسلون تحويلاتهم لعائلاتهم، وتحسناً في القدرة الشرائية للمواطن العادي. لكن د. فاطمة النجار، المحللة النقدية، تحذر: "التوحيد القسري للأسعار قد ينجح مؤقتاً، لكن المشكلة الجذرية تحتاج حلولاً شاملة تتجاوز القرارات الفردية".

يبقى السؤال المحوري معلقاً في أذهان الجميع: هل سينجح البنك المركزي في كسر حلقة المضاربة الشيطانية، أم أن الأزمة أعمق وأعقد من قرار واحد؟ النجاح يعتمد على التطبيق الصارم والالتزام من جميع الأطراف، في معركة حقيقية لإنقاذ ما تبقى من الاقتصاد اليمني المنهار. والوقت وحده كفيل بكشف ما إذا كانت هذه الخطوة بداية التعافي أم مجرد محطة أخرى في رحلة الانهيار.

اخر تحديث: 13 ديسمبر 2025 الساعة 01:55 مساءاً
شارك الخبر