الرئيسية / محليات / عاجل: 461 مقطورة غاز تنطلق لإنقاذ المحافظات اليمنية - كمية تكفي لتعبئة 1.8 مليون أسطوانة!
عاجل: 461 مقطورة غاز تنطلق لإنقاذ المحافظات اليمنية - كمية تكفي لتعبئة 1.8 مليون أسطوانة!

عاجل: 461 مقطورة غاز تنطلق لإنقاذ المحافظات اليمنية - كمية تكفي لتعبئة 1.8 مليون أسطوانة!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 13 ديسمبر 2025 الساعة 04:15 صباحاً

في مشهد تاريخي لم تشهده اليمن منذ عقود، انطلقت 461 مقطورة غاز في قافلة عملاقة تحمل الأمل لملايين الأسر اليمنية، حاملة معها كمية من الغاز المنزلي تكفي لتعبئة مليون وثمانمائة ألف أسطوانة. هذه العملية الضخمة، التي وصفها الخبراء بـ"المعجزة اللوجستية"، تهدف لكسر حصار اليأس الذي فرضته سنوات الحرب على المواطنين، حيث تحولت مطابخ اليمن من رائحة الغاز المنزلي إلى دخان الحطب والفحم.

تحرك الأسطول العملاق بقيادة الشركة اليمنية للغاز، حاملاً على متنه حلول أزمة طاقة خنقت الحياة اليومية لشهور طويلة. المهندس محسن بن وهيط، المدير التنفيذي للشركة، أكد أن هذه الكمية الاستثنائية ستغطي الاحتياج في جميع المحافظات وتعيد التوازن للوضع التمويني. أم أحمد، ربة منزل من عدن، عبرت عن فرحتها قائلة: "أخيراً سأطبخ لأطفالي وجبة ساخنة دون انتظار ساعات لإشعال الحطب". الأرقام تتحدث عن نفسها: قافلة بطول ثمانية كيلومترات تخترق الصحاري والجبال اليمنية، محملة بما يكفي لطبخ 5.4 مليون وجبة.

جذور هذه الأزمة تمتد لسنوات من الصراع والانقسام السياسي، حيث تحولت أبسط ضروريات الحياة إلى كماليات يحلم بها المواطن اليمني. رفع القطاعات مؤخراً كشف عن حجم النقص المتراكم في إمدادات الغاز، مما دفع الشركة لإطلاق خطة طوارئ استثنائية. هذه العملية تفوق في حجمها أكبر عمليات الإمداد منذ بداية الأزمة اليمنية، وتشمل تنسيقاً معقداً مع السلطات المحلية عبر تقنية الفيديو لضمان استقبال وتوزيع هذه الكميات الضخمة. خبراء الطاقة يصفونها بنموذج فريد للعمليات الإنسانية في المناطق المنكوبة.

التأثير الحقيقي لهذه العملية سيظهر في تفاصيل الحياة اليومية: الأمهات لن يعدن مضطرات لقضاء ساعات في جمع الحطب، والأطفال سيتناولون وجبات ساخنة مطبوخة في بيئة صحية. الأسعار الرسمية المحددة ستوفر على الأسر مبالغ كانت تدفعها في السوق السوداء، بينما ستعود رائحة الطبخ الشهي لتحل محل دخان الفحم في أحياء عدن والمحافظات المحررة. لكن التحدي الحقيقي يكمن في ضمان التوزيع العادل ومنع الاحتكار، حيث تعهدت الشركة بإجراءات رقابة صارمة على وكلاء التجزئة لضمان وصول الغاز لكل مواطن بالسعر المحدد.

هذه العملية التاريخية تمثل أكثر من مجرد توزيع غاز منزلي، إنها رسالة صمود وإصرار على استمرار الحياة رغم قسوة الظروف. النجاح في هذه المهمة سيفتح الباب أمام عمليات مماثلة ويعزز الثقة في قدرة المؤسسات اليمنية على خدمة شعبها. السؤال الذي يشغل بال الملايين الآن: هل ستنجح هذه المعجزة اللوجستية في كسر حصار اليأس الذي فرضته سنوات الحرب، وتعيد الدفء لمطابخ اليمن؟

شارك الخبر