في ليلة تاريخية لن تُمحى من ذاكرة كرة القدم العربية، احتاجت الإمارات لـ13 ركلة ترجيح للإطاحة بالجزائر في أطول ماراثون ترجيح شهدته البطولة على الإطلاق. 4 منتخبات فقط تبقت من أصل 16 في سباق نحو المجد، والطريق للنهائي لم يعد يحتمل أي أخطاء. 48 ساعة فقط تفصلنا عن مواجهتين ناريتين ستحددان وجه النهائي التاريخي - السعودية تصطدم بالأردن، والمغرب يواجه الإمارات في معركة البقاء.
ليلة لن تُنسى عاشتها الجماهير العربية، 4 مباريات رسمت 4 قصص درامية مختلفة. السعودية احتاجت 120 دقيقة كاملة لحسم تأهلها أمام فلسطين بنتيجة 2-1، بينما حسم الأردن مواجهته مع العراق بهدف وحيد من ركلة جزاء. المغرب تفوق على سوريا دون عناء، لكن الإمارات عاشت جحيماً حقيقياً أمام الجزائر. "هذا ما نحلم به، وصول 4 منتخبات عربية لهذا المستوى المتقدم" - كما صرح مسؤول في الاتحاد العربي. سالم العامري، حارس الإمارات، أنقذ ركلة جزاء حاسمة في الترجيح ليصبح بطل الليلة.
منذ انطلاق البطولة والمفاجآت تتوالى، وها هي تصل ذروتها في دور الأربعة. آخر مرة وصل فيها 4 منتخبات عربية لنصف النهائي كانت عام 2012، مما يجعل هذا الإنجاز تاريخياً بكل المقاييس. الاستعداد المثالي من المنتخبات، والدعم الجماهيري اللامحدود، والرغبة الجامحة في صنع التاريخ كانت العوامل الحاسمة. د. محمد الشناوي، المحلل الكروي المخضرم، يتوقع "مباريات من العيار الثقيل وإثارة لا تُصدق في نصف النهائي". التوتر في الملاعب كان يملأ مساحة 8 ملاعب كرة قدم، وضربات القلب كانت أسرع من سرعة الكرة في ركلة الجزاء.
المقاهي الشعبية عبر العالم العربي تستعد لليالي بيضاء، والشركات تعلن عن عطلات مدفوعة الأجر لموظفيها لمتابعة المباريات المصيرية. ملايين المشاهدين يعيشون حالة من النشوة والحماس، والشوارع العربية تشهد احتفالات عفوية. أحمد المحمدي، المشجع الجزائري البالغ 28 عاماً، لم ينم طوال الليل بعد خروج منتخبه المؤلم بركلات الترجيح. في المقابل، فاطمة السعدي التي شهدت انتصار أسود الأطلس من المدرجات تصف المشهد: "لم أشهد فرحة مثل هذه في حياتي". فرصة ذهبية تنتظر المستثمرين في السياحة الرياضية، لكن الخبراء يحذرون من الازدحام الشديد وارتفاع الأسعار.
4 منتخبات، حلمان يتصارعان على استاد البيت، ونهائي واحد فقط ينتظر الفائزين. التاريخ العربي الكروي ينتظر ليُكتب بأقدام عربية على الأرض القطرية المقدسة. احجز مقعدك، ادع أصدقاءك، واستعد لليالٍ ستبقى محفورة في الذاكرة إلى الأبد. السؤال الذي يحير الجميع: هل ستشهد مباريات نصف النهائي مفاجآت جديدة تهز عروش المرشحين، أم أن الأقوى سيفرض منطقه ويتأهل بجدارة؟