في تطور مثير يهز أركان الكرة المصرية، يستعد الأهلي لخوض مباراة مصيرية أمام إنبي الليلة وهو يفتقد لـ 8 من نجومه الكبار المتواجدين مع المنتخب الوطني - وهو ما يعني غياب 73% من قوته الضاربة في أول اختبار حقيقي للمدرب الدنماركي يس توروب. خلال 90 دقيقة فقط على أرض ستاد السلام، سنعرف هل الأهلي أكبر من نجومه أم أن النجوم هم روح العملاق الأحمر.
يدخل توروب مواجهة الليلة وهو يحمل على عاتقه مهمة شبه مستحيلة: تحقيق الفوز في كأس الرابطة المحترفة بدون محمد الشناوي وتريزيجيه وإمام عاشور وبقية النجوم الثمانية. "أحمد الشاب الموهوب، لاعب شباب الأهلي البالغ من العمر 19 عاماً، يرتجف من الإثارة والتوتر وهو يستعد لأول ظهور محتمل له أمام جماهير الأهلي" كما يصف أحد المقربين من الفريق. المدرب الدنماركي يراهن على جيل جديد قد يصنع التاريخ أو يتحطم تحت ضغط التوقعات الجماهيرية الهائلة.
هذا الوضع ليس بالجديد في تاريخ الأهلي العريق، فقد شهد النادي الأهلي في الماضي لحظات مشابهة برز فيها نجوم من الظل ليصبحوا أساطير. د. أحمد سليمان، خبير التكتيك، يؤكد: "غياب النجوم فرصة ذهبية لاختبار عمق الفريق الحقيقي. الأهلي تاريخياً يخرج أبطالاً من أصعب الظروف." لكن الرهان محفوف بالمخاطر، خاصة أن إنبي لن يكون خصماً سهلاً وسيسعى لاستغلال هذه الفرصة النادرة لإحراج العملاق الأحمر أمام جماهيره.
تأثير هذه المباراة سيمتد إلى ما هو أبعد من أرض الملعب، حيث ينتظر ملايين المشجعين في مصر والوطن العربي نتيجة ستحدد مزاجهم لأيام قادمة. "محمود المشجع المخلص، الذي يحضر كل مباريات الأهلي منذ 20 عاماً" يقول بتوتر واضح: "قلبي معلق بين الخوف والأمل. نعم أخاف من النتيجة، لكنني متحمس لرؤية الوجوه الجديدة وهي تحمل شارة الأهلي." الفرصة سانحة أمام توروب ليثبت أن فلسفته التدريبية قادرة على صناعة أبطال من أي خامة، حتى لو كانت غير مصقولة بعد.
مع اقتراب موعد المباراة في الثامنة مساءً، يبقى السؤال الأهم معلقاً في أذهان الجميع: هل الأهلي أكبر من نجومه؟ الإجابة ستأتي خلال 90 دقيقة حاسمة قد تشهد ميلاد جيل جديد من الأبطال أو تكشف أن العملاق الأحمر يحتاج نجومه أكثر مما يتخيل الجميع. ادعموا الشباب ومنحوهم الفرصة لكتابة التاريخ بأيديهم الصغيرة.