في صدمة مدوية هزت أركان الكرة السعودية، وجه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ضربة قاسية للطموحات السعودية برفض طلب منح المملكة مقعداً رابعاً في دوري أبطال آسيا للنخبة، رغم الاستثمارات الخيالية التي تجاوزت 10 مليارات ريال خلال السنوات الأخيرة. القرار يعني حرمان النصر، الذي أنفق أكثر من 400 مليون ريال على الصفقات، من المشاركة في أقوى بطولة آسيوية.
فهد الجميعي، المشجع النصراوي البالغ من العمر 34 عاماً، لم يخف صدمته: "ثلاث سنوات وأنا أنتظر رؤية فريقي في دوري النخبة، والآن نُحرم رغم كل الاستثمارات الضخمة". الاتحاد الآسيوي أكد التزامه الصارم بنظام التصنيف المعتمد، رافضاً أي استثناءات خارج إطار الأداء التاريخي للأندية في المنافسات القارية. النتيجة؟ ثلاثة مقاعد فقط حسمها الاتحاد والهلال والأهلي، بينما يسقط النصر في دوري أبطال آسيا 2.
الطلب السعودي، الذي تقدم به رئيس الاتحاد ياسر المسحل، استند إلى التطور الملحوظ في الكرة السعودية وقدوم نجوم عالميين أمثال كريستيانو رونالدو ونيمار. لكن الاتحاد الآسيوي تمسك بنظام التصنيف الذي لم يشهد تطويراً جوهرياً منذ 15 عاماً، كما رفض طلباً إيطالياً مماثلاً في دوري أبطال أوروبا عام 2019. د. محمد العتيبي، خبير التسويق الرياضي، حذر: "هذا القرار قد يضر بالاستثمارات المستقبلية ويعيد النظر في جدوى الإنفاق الضخم".
التأثير على الحياة اليومية للجماهير بدأ فوراً، حيث تراجع الاهتمام بمتابعة البطولات الآسيوية، وتساءل المستثمرون عن جدوى ضخ المزيد من الأموال. النصر، الذي كان يحلم بمواجهة عمالقة آسيا، سيضطر للاكتفاء بمنافسين أقل مستوى في البطولة الثانوية. سالم الدوسري، المشجع الأهلاوي، يرى الوضع مختلفاً: "فريقي حامل اللقب الآسيوي ومؤهل تلقائياً، هذا ما يحدث عندما تحقق إنجازات حقيقية قارياً".
القرار يضع الكرة في ملعب الأندية السعودية لإثبات جدارتها عبر الأداء القاري الفعلي، وليس فقط الاستثمارات المالية. النصر أمامه فرصة ذهبية للصعود من دوري أبطال آسيا 2 إلى النخبة بالموسم التالي، لكن هذا يتطلب تحقيق اللقب. السؤال الذي يحير الجميع: هل ستغير السعودية استراتيجيتها الاستثمارية، أم ستضاعف الجهود لإثبات جدارتها آسيوياً من خلال الإنجازات الفعلية؟