في مشهد مذهل هز عالم الكرة العربية، كشف موقع "سوفا سكور" المتخصص في الإحصائيات عن هيمنة سعودية لافتة في التشكيلة المثالية لدور المجموعات بكأس العرب قطر 2025. 18.2% - هذا ما تمثله السعودية في أفضل تشكيلة عربية، بينما تضم البطولة 22 دولة عربية! للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، تحتل المملكة أعلى تمثيل في التشكيلة المثالية لبطولة عربية كبرى، مع بزوغ نجمي سالم الدوسري ومحمد كنو بتقييم استثنائي بلغ 8.5 درجة لكليهما.
القائد سالم الدوسري أشعل الملاعب القطرية من الجناح الأيسر، بينما سيطر محمد كنو على عصب اللعب في الوسط بمهارة عالمية. "تقييم 8.5 يعكس مستوى عالمي في الأداء لا نراه كثيراً في البطولات العربية"، كما أكد محللو موقع سوفا سكور. خالد المطيري، مشجع من الرياض، انفجر فرحاً: "كنت أعلم أن سالم وكنو سيثبتان أنهما من أفضل اللاعبين عربياً، هذا إنجاز يستحق التقدير". الأرقام تتحدث عن نفسها: دولتان فقط حصلتا على تمثيل متعدد في التشكيلة المثالية - السعودية والإمارات.
هذا التألق لم يأت من فراغ، بل جاء ثمرة نهضة كروية حقيقية تشهدها المملكة خلال السنوات الأخيرة. الاستثمارات الضخمة في كرة القدم، تطوير الأكاديميات الرياضية، وجذب أفضل المدربين العالميين، كلها عوامل ساهمت في صناعة هذا الجيل المميز. مثل ماجد عبدالله وسعد الحارثي في التسعينات، يعيد الدوسري وكنو كتابة تاريخ أمجاد الكرة السعودية في العصر الحديث. د. أحمد النمر، محلل كرة القدم، أكد: "هذا التقييم يعكس النقلة النوعية في الكرة السعودية التي نشهدها منذ سنوات".
الثنائي السعودي يعمل كمحرك سيارة رياضية متطورة - كنو يضخ الطاقة والإبداع من الوسط، والدوسري ينطلق بسرعة البرق لتنفيذ الهجمات القاتلة. تأثيرهما على الحياة اليومية للمواطنين بات واضحاً: زيادة ملحوظة في إقبال الأطفال على أكاديميات كرة القدم، وحالة من الفخر الوطني تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي. محمد الشهري، مدرب كرة قدم سابق، توقع هذا التألق: "كنت أرى في عيونهما شرارة العظمة منذ بداية مسيرتهما". الفرصة الذهبية أصبحت أمام المنتخب لتحقيق إنجاز تاريخي، لكن ضغط التوقعات المرتفعة قد يكون التحدي الأكبر.
الدوسري وكنو يرفعان راية المملكة عالياً في أهم بطولة عربية، مؤكدين أن الكرة السعودية تسير بخطوات ثابتة نحو العالمية. هذا الإنجاز قد يكون بداية حقبة ذهبية جديدة للكرة السعودية تضعها على الخريطة العالمية. ادعموا الأخضر في مبارياته المتبقية، فالحلم أصبح قريب المنال أكثر من أي وقت مضى. هل نشهد ولادة جيل ذهبي جديد قادر على إعادة أمجاد الكرة السعودية؟ الإجابة في الملاعب القطرية خلال الأيام المقبلة.
